مكتبة المسجد النبوي
"مكتبة المسجد النبوي" تحوّل التراث إلى رقم... رحلة مذهلة داخل 43 مليون صفحة!
كتب بواسطة: زكريا الحاج |

تُمثل مكتبة المسجد النبوي واحدًا من أبرز الصروح العلمية والمعرفية التي تفتح أبوابها على مدار الساعة لزوار المسجد من مختلف أنحاء العالم، حيث تجمع بين أصالة التراث وابتكارات التقنية الحديثة لتوفر بيئة ثرية تخدم الباحثين وطلاب العلم.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!

وتحتوي المكتبة على رصيد ضخم يضم أكثر من 175 ألف كتاب موزعة على عشرات التصنيفات العلمية، إلى جانب ما يزيد على 105 آلاف كتاب رقمي، إضافة إلى نحو 43 مليون صفحة رقمية، ما يجعلها خزانًا معرفيًا نادرًا يسهم في دعم حركة البحث والدراسة.

ويعكس تنوع محتويات المكتبة حضورها العالمي، إذ تتضمن مصادر معرفية مترجمة بـ 23 لغة، الأمر الذي يتيح لزوارها من غير الناطقين بالعربية التفاعل مع علومها والاستفادة من خدماتها دون حواجز لغوية.

وتوفر المكتبة للباحثين تجربة متطورة من خلال الاعتماد على 70 جهاز حاسب آلي مجهزة للبحث الرقمي، مما يضمن سرعة الوصول إلى الكتب والمراجع بسهولة، ويمنح المستفيدين تجربة معرفية أكثر عمقًا.

وللوصول إلى المكتبة يمكن للزائر التوجه من الجهة الغربية للمسجد النبوي عبر باب رقم 10، حيث يجد بيئة علمية متكاملة في أجواء روحانية تعزز تواصله مع رسالة المسجد المبارك.

هذا الصرح المعرفي الضخم لا يمثل مجرد مكتبة تقليدية، بل يعد منصة متقدمة لنشر الثقافة الإسلامية والعلم الشرعي والعلوم الحديثة، جامعًا بين الورقي والرقمي تحت سقف واحد.

كما تسهم المكتبة في دعم الحراك العلمي داخل المملكة وخارجها، إذ يقصدها الباحثون والأكاديميون من مختلف الدول لما تقدمه من مصادر أصيلة ومعالجة تقنية تسهّل الاستفادة منها.

ويأتي ذلك ضمن رسالة الحرمين الشريفين في خدمة ضيوف الرحمن، حيث تسعى المكتبة إلى توفير أدوات معرفية تدعم رحلتهم الفكرية والإيمانية على حد سواء.

وتنسجم جهود المكتبة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع الثقافة والمعرفة في قلب مشروعها الحضاري، سعيًا لبناء الإنسان السعودي وتعزيز التواصل مع مختلف حضارات العالم.

ولا يقتصر دور المكتبة على حفظ الكتب فقط، بل يمتد ليشمل صيانة المخطوطات النادرة ورقمنتها، بما يحافظ على الإرث العلمي للأمة ويجعله متاحًا للأجيال القادمة.

وقد أصبح هذا الكيان العلمي مرجعًا رئيسيًا للدارسين في شتى التخصصات، من الفقه والشريعة إلى العلوم الإنسانية والاجتماعية، وحتى المجالات التطبيقية التي تعكس تطور المعرفة الإنسانية.

وتحرص إدارة المكتبة على تنظيم مقتنياتها وفق أحدث الأساليب العلمية في التصنيف والفهرسة، ما يجعل عملية البحث أكثر سهولة ومرونة للباحثين والمطلعين.

كما توفر قاعات المطالعة المجهزة بيئة هادئة تساعد على التركيز والقراءة المتعمقة، في انسجام تام مع روحانية المكان وقدسيته.

وتبرز المكتبة كذلك بدورها في احتضان الباحثين الشباب، حيث تمنحهم فرصة للاطلاع على مصادر علمية رصينة تدعم مسيرتهم الأكاديمية وتفتح أمامهم آفاقًا واسعة للبحث والتأليف.

ولم تغفل المكتبة عن أهمية الجانب الرقمي في عصر الثورة التقنية، فأتاحت خدمات إلكترونية متطورة تمكن المستخدم من الوصول إلى محتواها من أي مكان في العالم.

كما تعمل المكتبة على إقامة شراكات معرفية مع مؤسسات بحثية وجامعات محلية ودولية، ما يعزز تبادل الخبرات ويوسع من دائرة التأثير العلمي للمكتبة عالميًا.

إن مكتبة المسجد النبوي بما تحويه من كنوز معرفية وما تقدمه من خدمات متقدمة، تجسد صورة مشرقة لرسالة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتؤكد أن الحرمين الشريفين ليسا فقط مركزًا للعبادة بل منارة للعلم والثقافة.

وبذلك تظل المكتبة شاهدة على التقاء الروح بالعلم، ومثالًا حيًا على قدرة المملكة على الجمع بين خدمة الحاج والمعتمر وبين نشر المعرفة وتعزيز الحوار الحضاري عبر هذا الصرح العلمي الفريد.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار