سناب شات
"الوليد بن طلال" يعزز استثماره في "سناب" رغم "الانهيار" ما هو "السر" وراء هذه الخطوة؟
كتب بواسطة: صهيب بن جابر |

رفع الأمير الوليد بن طلال استثماراته في شركة "سناب شات" بخطوة جديدة عكست استراتيجيته الطويلة الأمد في قطاع التكنولوجيا العالمي، حيث قام بشراء 15.2 مليون سهم إضافي رفعت ملكيته إلى 40.8 مليون سهم بما يعادل 2.8% من أسهم الشركة المتداولة.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!

وتبلغ القيمة السوقية لهذه الحصة وفق سعر السهم صباح الاثنين نحو 133.5 مليون دولار، ما يؤكد استمرار ثقة المستثمر السعودي في إمكانات الشركة رغم التحديات التي تمر بها.

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس بالنسبة لـ"سناب"، إذ تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة تراجع مبيعاتها الفصلية دون التوقعات، وهو ما انعكس سلبًا على أداء السهم في الأسواق العالمية.

فمنذ إعلان الوليد بن طلال عن دخوله الاستثماري الأول في الشركة عام 2018، فقد السهم نحو 20% من قيمته، كما تكبد تراجعًا يقارب 90% منذ ذروته التاريخية في عام 2021.

ويبدو أن هذه التراجعات لم تثنِ الأمير عن تعزيز موقعه الاستثماري، بل ربما زادت من إيمانه بجدوى اقتناص الفرص في ظل التقييمات المنخفضة التي يشهدها السهم حاليًا.

تعاني "سناب" منذ سنوات من منافسة شرسة مع منصات كبرى مثل "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، ما انعكس على نمو الإيرادات وتباطؤ توسع قاعدة المستخدمين.

كما أن الشركة لم تنجح حتى الآن في تسجيل أرباح سنوية منذ إدراجها في بورصة نيويورك عام 2017، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد أمام إدارتها التنفيذية.

رغم ذلك، فإن وجود مستثمرين كبار مثل الوليد بن طلال يعزز من ثقة الأسواق في قدرة الشركة على التعافي وإيجاد حلول مبتكرة تضمن عودتها للمسار الصحيح.

يرى مراقبون أن الوليد يعتمد سياسة الاستثمار طويل المدى، وهو ما ظهر بوضوح في تجاربه السابقة مع شركات عالمية مثل "تويتر" و"ديزني" و"ليفت"، حيث غالبًا ما يراهن على فرص النمو المستقبلي.

ويعتبر دخول رؤوس الأموال السعودية إلى شركات التكنولوجيا الأمريكية جزءًا من توجه استراتيجي أوسع يدعم التنويع الاقتصادي ويعزز مكانة المملكة ضمن خريطة الاستثمار العالمي.

كما أن هذه الاستثمارات تواكب مستهدفات رؤية 2030، التي تشجع على توظيف رأس المال السعودي في قطاعات مستقبلية ذات تأثير مباشر على الابتكار والتقنيات الحديثة.

ويرى خبراء أن قطاع التكنولوجيا، رغم تقلباته، يظل الأكثر جذبًا للاستثمارات بعيدة المدى، خاصة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة حول العالم.

خطوة الوليد تأتي أيضًا في وقت تعيد فيه الشركات العملاقة مثل "ميتا" و"غوغل" ترتيب أولوياتها استجابة للضغوط الاقتصادية والتغيرات في سلوك المستخدمين.

وقد يشكل ذلك فرصة أمام "سناب" للبحث عن نماذج جديدة للإيرادات تتجاوز الإعلانات التقليدية، وربما الدخول في شراكات استراتيجية مع مستثمرين كبار.

من جانب آخر، يترقب السوق رد فعل المستثمرين الآخرين على هذه الصفقة، إذ أن دخول شخصية بارزة بثقل الوليد يعكس إشارة ثقة قد تؤثر على المزاج العام للسوق.

كما أن هذه الخطوة قد تدفع الشركة لمزيد من الشفافية مع المساهمين وتعزيز استراتيجياتها التوسعية في أسواق جديدة.

في المقابل، يبقى التحدي الأكبر أمام "سناب" هو القدرة على استعادة ثقة المستخدمين والمعلنين على حد سواء في ظل هيمنة المنافسين.

ومع استمرار الوليد بن طلال في ضخ استثماراته بهذا القطاع، يظل السؤال المطروح: هل يستطيع رهانه الجديد أن يحول مسار "سناب" نحو الربحية المستدامة مستقبلًا.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار