الجدارية الصوتية
"مبادرة غير متوقعة".. "أصوات" السعوديين والمقيمين تصبح "مادة بحثية" لدعم الذكاء الاصطناعي!
كتب بواسطة: افتكار غالب |

احتفى مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربية باليوم الوطني الخامس والتسعين بإطلاق مبادرة نوعية عبر أداة «الجدارية الصوتية»، إحدى أدوات منصة فلك للمدونات اللغوية، ليؤكد من خلالها دور اللغة في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء والاعتزاز بالمملكة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

المبادرة جاءت كجزء من جهود المجمع لتوظيف أحدث التقنيات في خدمة اللغة العربية، إذ تتيح للجمهور تسجيل أصواتهم ورسائلهم المليئة بالفخر والإجابة عن أسئلة لغوية أو قراءة نصوص وطنية، لتتشكل في النهاية لوحة صوتية جماعية تعكس صورة مؤثرة للوحدة الوطنية.

وتسعى الجدارية الصوتية إلى أن تكون مساحة تفاعلية يلتقي فيها الإبداع اللغوي بالمشاعر الوطنية، حيث يشارك المواطنون والمقيمون بأصواتهم التي توثق التنوع الغني للهجات والتعابير العربية في سياق احتفالي بهذه المناسبة العزيزة.

هذه اللوحة لا تمثل فقط رسالة وجدانية، بل تمثل كذلك مصدرًا ثمينًا لجمع بيانات صوتية متنوعة، ما يسهم في دعم الأبحاث المتخصصة وتطوير التطبيقات التي تعتمد على تقنيات المعالجة الصوتية.

ويرى المجمع أن هذه الخطوة تفتح آفاقًا واسعة في مجالات مثل التعرف على الأصوات وتحسين النماذج الصوتية العربية، وهو ما يعزز حضور اللغة العربية في المشهد الرقمي العالمي.

وتؤكد المبادرة على قيمة الصوت كوسيلة للتواصل والتعبير، إذ تمنح المشاركين تجربة جماعية تشعرهم بأن أصواتهم جزء من لوحة وطنية واحدة تعكس اللحظة وتوثقها للأجيال القادمة.

الاحتفاء لم يقتصر على الجانب الرمزي فحسب، بل ارتبط بالجانب العلمي أيضًا، حيث إن البيانات الصوتية المجموعة تمثل قاعدة معرفية لدعم دراسات النطق وتحليل التفاعل الصوتي.

ويسعى المجمع من خلال هذا المشروع إلى إظهار كيف يمكن للغة العربية أن تكون في صميم التطور التقني، لا مجرد موروث ثقافي، بل عنصر فاعل في بناء المستقبل الرقمي.

ويأتي هذا ضمن استراتيجية أوسع للمجمع تهدف إلى تحقيق المرجعية العالمية في مجال المدونات اللغوية والمعاجم العربية، وإلى أن تكون العربية جزءًا أساسيا في مشاريع الذكاء الاصطناعي.

الأداة الجديدة تعد امتدادًا طبيعيًا لمبادرات سابقة أطلقها المجمع، لكنها هذه المرة تركز بشكل مباشر على الجانب الصوتي، وهو مجال بات يشكل محورًا مهمًا في التطبيقات الحديثة.

كما أن المشروع يتماشى مع تطلعات رؤية السعودية 2030 التي تدعو إلى تعزيز الهوية الوطنية وتطوير المحتوى المحلي وإبراز اللغة العربية عالميًا عبر التقنيات الحديثة.

وتبرز المبادرة كذلك أهمية إشراك المجتمع بكل فئاته في إثراء المحتوى الرقمي العربي، بما يعكس قيم التلاحم والتنوع ويجسد الاعتزاز بالثقافة واللغة.

المجمع دعا إلى مشاركة واسعة من مختلف شرائح المجتمع، مؤكدًا أن كل صوت يضيف قيمة إلى اللوحة، وكل مشاركة تمثل إسهامًا مباشرًا في دعم اللغة العربية.

كما شدد على أن هذه التجربة ليست مجرد احتفال عابر، بل خطوة نحو بناء أرشيف صوتي عربي يمكن أن يخدم الباحثين والمطورين على مدى طويل.

الخطوة تعكس رؤية متكاملة تجعل من اللغة العربية عنصرًا متجددًا قادرًا على التفاعل مع العصر الرقمي، دون أن يفقد خصوصيته أو عمقه الثقافي.

وفي ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن وجود بيانات صوتية عربية موثوقة بات ضرورة ملحة، وهو ما يسهم فيه هذا المشروع بشكل فعّال.

الجدارية الصوتية تسلط الضوء أيضًا على ثراء اللهجات العربية وتنوعها، بما يعزز فكرة أن التنوع جزء من قوة الهوية وليس عاملًا للتباعد.

ومن خلال هذه المبادرة، يثبت مجمع الملك سلمان العالمي للُّغة العربية أن الاحتفاء باليوم الوطني يمكن أن يتجاوز المظاهر التقليدية ليصبح رافعة علمية وثقافية تخدم الحاضر والمستقبل.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار