انطلقت اليوم الخميس فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025، الذي ينظمه نادي الصقور السعودي في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم شمال مدينة الرياض، ويستمر حتى 11 أكتوبر الجاري وسط حضور دولي واسع.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
ويشارك في المعرض أكثر من 1300 عارض وعلامة تجارية من 45 دولة، ما يعكس مكانته المتنامية كأكبر فعالية من نوعها عالميًا، ويعزز من دور المملكة كوجهة محورية لعشاق الصقور والصيد والفنون التراثية المرتبطة بهما.
وأكد الرئيس التنفيذي لنادي الصقور السعودي طلال بن عبدالعزيز الشميسي أن المعرض بات وجهة عالمية تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاطلاع على الموروث الثقافي السعودي الأصيل وما يرتبط به من هوايات ونشاطات.
وأوضح أن تنظيم المعرض بهذا الحجم يعكس التزام المملكة بأن تكون موطنًا عالميًا للصقور والصقارين، وأن تقدم من خلاله تجربة ثقافية متكاملة تجسد مكانة الصقارة في الثقافة السعودية والإرث العربي.
ويضم المعرض هذا العام 28 قطاعًا متخصصًا تغطي مجالات متعددة، إلى جانب أكثر من 23 فعالية مصاحبة تقدم للزوار محتوىً متنوعًا يجمع بين الترفيه والتعليم والتجربة الثقافية الغنية.
ومن أبرز المناطق الجديدة في نسخة هذا العام منطقة الصقور المنغولية، ومتحف السلوقي، والجناح الصيني بمشاركة خمسين شركة، إضافة إلى منطقة التراث العالمي (حمى نجران) المدرجة في منظمة اليونسكو.
كما يشهد المعرض إطلاق عدد من المساحات التفاعلية مثل سفاري المعرض، وقرية صقار المستقبل، ومتحف شلايل الرقمي، ومنطقة أزياء الصقارة، والسيارات الكلاسيكية، ومناطق الحرف والفنون النسائية السعودية.
ويتيح المعرض للزوار خوض تجارب مباشرة مع الصقور من خلال فعالية الدعو، إلى جانب عروض فلكلورية يومية تشمل العرضة السعودية والخطوة الجنوبية والخبيتي وغيرها من الفنون الشعبية المتنوعة.
ويشمل البرنامج عروضًا مبهرة للفروسية تمزج بين الخيول والصقور، وتجارب تفاعلية كسيارات الكارتينغ والدفع الرباعي، وركوب الهجن، إلى جانب مزاد للهجن يُنظَّم بالتعاون مع الاتحاد السعودي للهجن.
ويُقام ضمن الفعاليات أيضًا مزاد خاص بالصقور، وميادين للرماية بالأسلحة النارية والهوائية والسهام، وفعالية لرسم الجواد العربي، ما يعكس تنوع الأنشطة المقدمة لجميع فئات الزوار.
ويحتوي المعرض على جلسات حوارية تطرح موضوعات ثقافية وتاريخية حول تجارة الصقور وتجارب الصقارين، إلى جانب علاقة الصقور بالأدب والفنون، بما يضيف بُعدًا معرفيًا على الفعاليات الترفيهية.
كما تُقام أكثر من ثلاثين ورشة عمل حرفية وتدريبية تغطي مجالات متنوعة مثل الحرف اليدوية، وفنون الرسم، وتعديل سيارات الصيد، والاستزراع الصحراوي، والتوعية بمخاطر الرحلات البرية.
وأشار الشميسي إلى أن سباق الملواح يتصدّر جدول فعاليات المعرض، ويُقام على مدى ستة أيام من 5 حتى 10 أكتوبر، يوميًا من الساعة الثالثة عصرًا حتى السادسة مساءً بمشاركة مكثفة من الصقارين.
ويُجرى السباق ضمن ست فئات مختلفة من الصقور، حيث تم رفع عدد المتوجين يوميًا إلى عشرة فائزين، في خطوة تهدف إلى تحفيز المشاركة وتعزيز التنافسية بين الصقارين المشاركين من مختلف الدول.
وبلغ مجموع الجوائز المرصودة لسباق الملواح هذا العام 600 ألف ريال، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه اللجنة المنظمة لدعم الهواة والمحترفين على حد سواء في هذه الرياضة التراثية.
يأتي المعرض متماشيًا مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تمكين الفعاليات الثقافية والتراثية وتعزيز السياحة الداخلية، عبر تقديم محتوى نوعي يعكس الهوية الوطنية ويساهم في تنويع الاقتصاد.
وتسعى المملكة من خلال هذه التظاهرة الدولية إلى تصدير ثقافة الصقارة باعتبارها عنصرًا من عناصر التراث غير المادي، وترسيخ صورتها عالميًا كمركز يحتضن التراث ويحوله إلى تجربة حديثة ومستدامة.
ويعكس المعرض حجم الاستثمار الثقافي والتراثي في المملكة، والاهتمام المتزايد من قبل الجمهور المحلي والدولي بالأنشطة التي تعزز التفاعل مع الموروث وتُعيد تقديمه في قالب عصري وجاذب.