تشهد منطقة الباحة حالة جوية استثنائية اليوم بعدما أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا متقدمًا عن هطول أمطار غزيرة مصحوبة بظواهر مناخية متعددة تؤثر على مدن ومحافظات عدة في المنطقة.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!
وتشمل الحالة الجوية المتوقعة مدينة الباحة ومحافظات القرى والمندق وبلجرشي وبني حسن والمخواة وقلوة والحجرة وغامد الزناد إضافة إلى الأجزاء المجاورة، حيث حذّر المركز من احتمالية غزارة الهطول وتداعياته المباشرة على الحياة اليومية.
وأشار المركز إلى أن الأمطار قد تتسبب في جريان السيول في الأودية والشعاب، وهو ما يستدعي أخذ الحيطة والحذر خصوصًا لقاطني المناطق المنخفضة ومستخدمي الطرق الجبلية التي تشتهر بها الباحة.
كما أوضح أن الحالة الجوية يصاحبها نشاط في الرياح السطحية بسرعة عالية، ما يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية بشكل ملحوظ ويجعل القيادة أكثر خطورة في بعض المواقع.
وأضاف التنبيه أن زخات البرد قد تتساقط بشكل متفاوت في شدتها على عدة مواقع من المنطقة، الأمر الذي قد يلحق أضرارًا بالمركبات والمزروعات على حد سواء.
ولم يخلُ التحذير من الإشارة إلى الصواعق الرعدية المتوقعة، حيث نصح المركز بتجنب الأماكن المفتوحة وعدم استخدام الأجهزة الكهربائية غير الضرورية أثناء العواصف.
وأكدت الأرصاد أن هذه الحالة المطرية تأتي ضمن تقلبات مناخية موسمية تشهدها مناطق المملكة خلال الفترة الانتقالية بين الفصول، وتستمر بمشيئة الله حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم.
ويعكس هذا التنبيه حرص الجهات المختصة على تنبيه السكان والزوار إلى المخاطر المحتملة، لا سيما أن الباحة تُعد وجهة سياحية جبلية يقصدها الكثيرون في عطلة نهاية الأسبوع.
الطرق المؤدية إلى الباحة غالبًا ما تتأثر سريعًا بالأمطار الغزيرة بسبب طبيعتها الجبلية، وهو ما يستوجب من الجهات المرورية رفع مستوى الجاهزية لتنظيم الحركة وضمان سلامة العابرين.
ومن المتوقع أن ترفع فرق الدفاع المدني درجة الاستعداد للتعامل مع أي بلاغات طارئة قد تنجم عن غزارة الأمطار أو جريان السيول، مع تكثيف وجودها في النقاط الحرجة.
كما يُرجّح أن تعلن بعض المدارس أو الجهات التعليمية في المنطقة عن تعليق جزئي أو كلي للدراسة الحضورية إذا استدعت الظروف حفاظًا على سلامة الطلاب والكوادر.
وتعد مثل هذه الحالات فرصة لتجديد الدعوة لاتباع الإرشادات الرسمية والابتعاد عن مجاري السيول والأودية مهما بدت آمنة، إذ إن سرعة المياه قد تفوق التوقعات.
كما قد تستفيد الزراعة في المنطقة من هذه الأمطار، خاصة أنها تساهم في زيادة مخزون المياه الجوفية وتعزيز نمو الغطاء النباتي في السهول والمرتفعات.
في المقابل، قد تطرح هذه الكميات الكبيرة من الأمطار تحديات أمام البنية التحتية في بعض المواقع، وهو ما يتطلب متابعة عاجلة من البلديات لمعالجة أي تجمعات مائية.
وبالنظر إلى موقع الباحة الجغرافي، فإن هذه الأمطار الغزيرة تضيف بعدًا آخر لجمالها الطبيعي حيث تتزين الجبال بالضباب وتتشكل الشلالات الموسمية التي تجذب عدسات المصورين.
ويؤكد الخبراء أن هذه الظواهر المناخية جزء من النمط الطبيعي لمناخ المنطقة، لكن حدتها تستدعي دومًا التعامل معها بوعي ومسؤولية من السكان والزوار على حد سواء.
ومن المنتظر أن تعلن الأرصاد مستجدات الحالة بشكل متواصل عبر منصاتها الرسمية، ما يجعل متابعة التحديثات أمرًا أساسيًا لتفادي أي مفاجآت غير متوقعة.
وبذلك تظل الباحة اليوم أمام اختبار طبيعي جديد، يجمع بين جمال المطر ومخاطره، ويضع المجتمع المحلي والجهات الرسمية في سباق مع الزمن لضمان سلامة الأرواح والممتلكات حتى انقضاء الحالة الجوية.