أمانة منطقة الرياض
أمانة الرياض تبدأ تنفيذ خطة سرية لتطوير العاصمة.. أسئلة كبرى حول مستقبل الأحياء!
كتب بواسطة: زكريا الحاج |

أطلق الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف، أمين منطقة الرياض، برنامج "تحول الرياض البلدي"، الذي يعد خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة تشكيل العمل البلدي بما يواكب النمو الحضري المتسارع والتطلعات الوطنية نحو مدينة عالمية متكاملة الخدمات.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!

البرنامج الجديد يأتي استجابة مباشرة للتغيرات الضخمة التي تشهدها العاصمة، خاصةً في ظل المشاريع الكبرى التي تحتضنها الرياض ضمن رؤية السعودية 2030، مثل مشروع الرياض الخضراء، ومبادرات النقل العام، واستضافة الفعاليات العالمية.

يرتكز البرنامج على إعادة هيكلة البلديات الفرعية وتحويلها من نموذجها التقليدي إلى نموذج أكثر مرونة وكفاءة، عبر تجميعها في خمسة قطاعات بلدية ممكّنة تتولى تنفيذ وتقديم الخدمات البلدية بشكل متكامل على مستوى كل قطاع جغرافي.

وتشمل الخطة تحويل 16 بلدية فرعية حاليًا إلى قطاعات إشرافية ذات طابع تشغيلي، تضمن تقديم الخدمات وفق أعلى معايير الجودة والسرعة، مع مراعاة خصوصية كل منطقة من مناطق العاصمة من حيث الكثافة السكانية وطبيعة الاحتياج العمراني.

في هذا السياق، استحدثت الأمانة كيانًا جديدًا تحت مسمى مكاتب "مدينتي"، والتي تمثل الذراع التفاعلية الأقرب للمواطن والمقيم، وتُعنى بتقديم خدمات العملاء وتنفيذ برامج المشاركة المجتمعية ورفع مستوى الرضا العام عن الخدمات البلدية.

تقوم فكرة "مدينتي" على جعل تجربة المستفيد أكثر إنسانية وسلاسة، حيث تم تصميم هذه المكاتب لتكون نقطة التقاء مباشرة بين سكان الأحياء والأمانة، بما يسمح بتلقي الملاحظات والاستجابة للاحتياجات المحلية بسرعة وكفاءة.

يمثل البرنامج نموذجًا متكاملًا للتحول من المركزية إلى اللامركزية، إذ يعاد تعريف هيكل الأمانة ليقوم على ثلاث مستويات تنظيمية تبدأ بوكالات الأعمال كجهة إستراتيجية، ثم القطاعات البلدية كمستوى تشغيلي، وأخيرًا مكاتب "مدينتي" كمستوى تمثيلي.

هذا التوزيع يهدف إلى تعزيز سرعة اتخاذ القرار وتوفير بيئة مرنة للتفاعل المحلي، مما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين جودة الحياة في الأحياء السكنية، ويرتقي بالخدمات اليومية التي يتعامل معها السكان بشكل مباشر.

التحول الجديد لم يقتصر على الهيكل، بل شمل أيضًا تحديثًا شاملًا في بيئة العمل، من خلال تحسين الأنظمة الإدارية، وتطوير الكوادر البشرية، وتعزيز القدرات التقنية بما يضمن استدامة التطبيق وتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.

ضمن هذا الإطار، عملت الأمانة على مسارات متعددة، شملت التصميم التنظيمي الجديد، والحوكمة الداخلية، والتكامل بين الجهات، بالإضافة إلى تطوير البنية الرقمية الداعمة لكفاءة العمل البلدي في الرياض.

وقد رُوعي في تصميم البرنامج أن يكون مرنًا وقابلًا للتوسع مستقبلًا، ليستوعب التوسع العمراني المتوقع في الرياض، ويواكب زيادة عدد السكان والمشاريع التنموية المخطط لها خلال العقود القادمة.

من اللافت أن البرنامج لا يقتصر على تقديم الخدمات، بل يضع مفهوم "تجربة العميل" في صلب منهجيته، بما يعكس تحولًا عميقًا في طريقة تفكير الأمانة تجاه علاقتها مع المجتمع المحلي كشريك في التنمية الحضرية.

وأكدت أمانة منطقة الرياض أن البرنامج الجديد يعزز المشاركة المجتمعية النشطة، من خلال أدوات ومنصات تتيح للأهالي تقديم آرائهم ومقترحاتهم بشأن تطوير أحيائهم، مما يسهم في بناء مجتمع حضري متفاعل ومتوازن.

يأتي هذا التحول في توقيت مهم، حيث تستعد الرياض لاستضافة عدد من الفعاليات الدولية، مثل معرض إكسبو 2030، وبطولة كأس آسيا، وغيرها من الأحداث التي تتطلب بنية بلدية مرنة وقادرة على الاستجابة السريعة والميدانية.

كما يعزز البرنامج جاهزية العاصمة لتكون إحدى أكبر المدن الذكية في المنطقة، حيث تعتمد الأمانة على توظيف البيانات والتحول الرقمي لرفع كفاءة التشغيل وتحقيق الاستدامة في تقديم الخدمات العامة.

ويُعد "تحول الرياض البلدي" واحدًا من أبرز روافد تحقيق مستهدفات رؤية 2030، خصوصًا في محوري تحسين جودة الحياة وبناء مدن أكثر استدامة ومرونة في السعودية، انطلاقًا من أن الرياض هي واجهة المملكة وأكبر حواضرها.

التحول في إدارة العاصمة ينسجم كذلك مع الطموحات الوطنية لرفع تصنيف المدن السعودية في مؤشرات التنافسية العالمية، ويؤسس لمرحلة جديدة من العمل البلدي الذي يجمع بين البُعد الإستراتيجي والحس المحلي.

هذا التوجه الجديد يعكس إدراك أمانة الرياض لدورها المحوري في قيادة التنمية الحضرية، ليس فقط كجهة خدمية، بل كمحرك للتطوير الحضري الذكي، ومسهم أساسي في بناء نموذج المدينة الحديثة في السعودية.

وبالاستناد إلى هذه الخطوات، تسير الرياض بثقة نحو تحقيق نموذج "المدينة المزدهرة"، الذي يجمع بين بنية تحتية متطورة، وخدمات ذات جودة عالية، ومجتمع حضري مشارك في صناعة مستقبل عاصمته.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار