انطلق اليوم في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بمَلهم شمال مدينة الرياض، سباق الملواح ضمن فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025، والذي يستمر لمدة ستة أيام من الخامس حتى العاشر من أكتوبر الجاري.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
يشكل السباق حدثًا رياضيًا وتراثيًا يجمع بين التقاليد الأصيلة والتنافس الحماسي في عالم الصقور، ما يعكس أهمية هذه الهواية العريقة في المجتمع السعودي.
يخوض الصقارون منافسات يومية في أشواط مخصصة تقيس سرعة واستجابة الصقور لمسافة 200 متر باتجاه خط النهاية المعروف بـ"الملواح"، مما يبرز قدرة الطيور على التحليق بسرعات فائقة وتقديم أداء متميز أمام الجماهير.
يشارك في السباق ست فئات مختلفة، تشمل الفروخ: شاهين، مثلوث جير، جير شاهين، جير بيور، حر، وجير تبع، ما يوسع نطاق المنافسة ويتيح فرصًا متعددة للصقارين.
تشهد كل يوم من أيام السباق تتويج عشرة فائزين في الفئات المختلفة، ليصل إجمالي المتوجين على مدار الستة أيام إلى 60 فائزًا، حيث تتنوع الجوائز المالية التي تبلغ قيمتها الإجمالية 600 ألف ريال، مما يعكس حرص المنظمين على دعم هواة الصقور وتحفيزهم على تطوير مهاراتهم، يمثل هذا الدعم خطوة مهمة في صون التراث السعودي.
شهد اليوم الأول تتويج الفائزين في شوط الانطلاقة الخاص بفئة شاهين فرخ، حيث تصدر حمد المري المركز الأول بصقره المسمى (66)، بينما جاء مرضي الشمري في المركز الثاني بصقره (طلعة)، وحقق فهد برغش المنصوري المركز الثالث بصقره (سلمى)، هذا التنافس يعكس المستوى العالي للصقارين ويعزز من روح المنافسة الشريفة.
يحصل الفائزون بالمراكز الأولى على جوائز مالية مميزة تبدأ من 25 ألف ريال للمركز الأول، و20 ألف ريال للمركز الثاني، تليها 15 ألف ريال للمركز الثالث، مع منح جوائز مالية متفاوتة للمراكز الأخرى حتى العاشر، مما يشجع المشاركين على بذل أقصى جهودهم في السباق، تنوع الجوائز يبرز حرص المنظمين على دعم المشاركين بشكل شامل.
تتواصل فعاليات السباق غدًا من خلال شوط مثلوث جير فرخ، في مسعى لتسليط الضوء على هذا النوع من الصقور الذي يحظى بإقبال واسع بين الهواة، ويعتبر من الأنواع المرغوبة في سباقات الصقور، ويحرص المنظمون على تقديم جدول متكامل يشمل جميع الفئات بترتيب مدروس.
ينظم نادي الصقور السعودي هذا السباق في إطار جهوده المستمرة للحفاظ على الموروث الثقافي السعودي وتعزيز الوعي به، حيث يعد السباق من أبرز الأنشطة التي تسمح للصقارين بممارسة هوايتهم وتطويرها، لا سيما بين الشباب، بما يدعم استمرار هذه الرياضة التراثية، النادي يعمل على توفير بيئة محفزة وتنافسية.
يُنظر إلى سباق الملواح كجزء من التحضيرات لانطلاق كأس نادي الصقور ومهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2025، والذي يُعتبر أكبر تجمع لصقور في العالم، ويشارك فيه صقارون من مختلف الدول، ما يضيف بعدًا دوليًا للمهرجان، يساهم هذا الحدث في تعزيز مكانة المملكة كوجهة رائدة في رياضات الصقور.
يشهد مهرجان الملك عبدالعزيز منافسات حامية يطمح خلالها المشاركون للفوز بالجوائز المالية ولقب كؤوس الملك عبدالعزيز وسيف الملك، مما يجعل المنافسة أكثر اشتعالًا ويحفز الصقارين على تقديم أفضل ما لديهم، هذه الجوائز تعكس قيمة الاعتراف والتقدير في هذه الرياضة.
ينعكس تنظيم مثل هذه الفعاليات على المحافظة على التراث السعودي العريق، حيث تدمج الرياضة مع الثقافة وتعزز من مشاركة المجتمع في الفعاليات التي تحفز على الحفاظ على العادات والتقاليد، ويُعتبر سباق الملواح نموذجًا حيًا لهذه الرؤية.
تأتي مشاركة الصقارين الشباب بشكل خاص كعامل رئيس في استمرار نقل هذا التراث للأجيال القادمة، ويعتبر النادي أن تطوير مهاراتهم ودعمهم بالخبرات هو جزء أساسي من مهمته، وذلك ضمن إطار استراتيجي طويل الأمد، الشباب هم مستقبل هذه الرياضة.
تسهم الفعاليات المصاحبة للسباق، من معارض وبرامج توعوية، في نشر الوعي بأهمية الصقور ودورها في الثقافة السعودية، مع تقديم معلومات علمية حول رعاية وتدريب الصقور، ما يعزز ثقافة المحافظة على هذه الرياضة بشكل احترافي، المعرفة تزيد من جودة الأداء.
يساهم السباق في تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال تنشيط قطاع الصقور والصيد، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تدعم الصناعات الثقافية والرياضية، وتسعى إلى تعزيز السياحة والترفيه في المملكة.
يمتاز سباق الملواح بتنظيمه الدقيق والمعايير الاحترافية التي تضمن تكافؤ الفرص بين المشاركين، مع توفير بيئة آمنة وصحية للصقور، مما يضمن تحقيق أعلى مستويات المنافسة بنزاهة وشفافية، ويعزز من مكانة الحدث على المستوى المحلي والدولي.
تؤكد المشاركة الواسعة للصقارين من داخل المملكة وخارجها مدى جاذبية هذا الحدث، حيث يشكل نقطة التقاء لهواة هذه الرياضة من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعزز من فرص تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة في مجال تربية وتدريب الصقور.
تعمل أجواء المنافسة على تحفيز الصقارين على الابتكار في أساليب التدريب وتطوير تقنيات الصيد بالصقور، ما يسهم في رفع مستوى الأداء العام ويضيف مزيدًا من الإثارة والاحترافية على هذه الرياضة القديمة. التجديد والتطوير مستمران.
يحرص النادي على توفير الدعم الفني واللوجستي الكامل طوال فترة السباق، لضمان سير الفعاليات بسلاسة وتلبية احتياجات المشاركين، كما يوفر فرق متابعة لضمان تطبيق القواعد التنظيمية بدقة، ما يعكس الالتزام بمعايير عالية في التنظيم.
يُنتظر أن تكلل فعاليات السباق بالنجاح الكبير، بما يواكب تطلعات عشاق الصقور ويعزز مكانة المملكة كمنصة عالمية لرياضة الصقور، مع ترسيخ الهوية الوطنية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهذه الهواية الأصيلة.
يتطلع الجميع إلى استمرار هذه الفعاليات في السنوات القادمة، وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المشاركين والتقنيات الحديثة، مع المحافظة على روح التراث الذي يجمع بين الماضي والحاضر في تناغم فريد.