السدر
"وزارة البيئة" تشرف على حدث بيئي غير مسبوق.. سرّ الـ600 شجرة التي غيّرت وجه وادي قنا!
كتب بواسطة: صهيب بن جابر |

في مبادرة تعكس عمق الوعي البيئي لدى المواطن السعودي، أقدم موسى الجرب على غرس أكثر من 600 شجرة سدر في مركز قنا غرب أبها، بإشراف فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير، وبدعم من بلدية قنا، في خطوة تسهم في تعزيز الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ضمن الجهود الوطنية لحماية البيئة.
إقرأ ايضاً:مهلة 20 يوم تفصل "المنشأة المخالفة" عن التفتيش.. "مدد" تفعل برنامج حماية الأجور"الأرصاد" تحسم الجدل حول "مقطع الـ45 يومًا".. الحقيقة الكاملة لما ينتظر المملكة!

ويُعد هذا العمل مثالًا يُحتذى به في المسؤولية الفردية تجاه الطبيعة، إذ يؤكد أن الحفاظ على البيئة يبدأ من مبادرات بسيطة لكنها مؤثرة، تجمع بين الشغف بالأرض والرغبة في خدمة المجتمع.

وأوضح موسى الجرب أن فكرته انطلقت من إحساسه بالواجب الوطني، ومن القيمة الدينية والبيئية لشجرة السدر التي ذُكرت في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أنها شجرة مباركة تجمع بين الفائدة الروحية والاقتصادية.

وبيّن أن السدر تُعد من الأشجار التي تمنح أفضل أنواع العسل، إذ يعتمد عليها كثير من النحالين في عسير لما تملكه من رحيق نقي، يعزز جودة الإنتاج المحلي للعسل السعودي المشهور عالميًا.

وأكد الجرب أنه لم يكتفِ بزراعة الأشجار فقط، بل عمل على مد خطوط ريّ متطورة لتأمين وصول المياه إليها، إلى جانب تشذيبها والعناية بها بانتظام منذ لحظة غرسها الأولى.

كما أوضح أنه قام بتسييج المنطقة المحيطة بالأشجار بأسلاك شائكة لحمايتها من الحيوانات السائبة، حتى تنمو وتشتد جذوعها وتصبح أكثر قدرة على التكيّف مع المناخ الجاف في عسير.

وتابع أن مشروعه لم يكن مجرد زراعة، بل رؤية بيئية متكاملة تهدف إلى خلق مساحة خضراء تعيد الحياة إلى وادي قنا وتجعله مقصدًا لمحبي الطبيعة.

وأشار إلى أن شجرة السدر من الأشجار المعمرة القادرة على التكيف مع البيئات الصحراوية وشبه الصحراوية، ما يجعلها خيارًا مثاليًا لمناطق المملكة الجافة.

ولفت إلى أن أوراقها الخضراء الداكنة وثمارها الصغيرة المعروفة باسم «النبق» تجمع في طعمها بين التفاح والتمر، وتعد من أكثر الثمار طلبًا في المنطقة لما تحتويه من عناصر غذائية وطبية.

وأوضح أن للسدر مكانة خاصة في الموروث الشعبي السعودي، إذ تُستخدم أوراقها في الطب الشعبي، وتعد رمزًا للثبات والعطاء في البيئات القاسية.

وأشار الجرب إلى أن زراعة السدر تساهم في تثبيت التربة ومنع انجرافها، وهو عامل مهم في مكافحة التصحر الذي يهدد بعض مناطق المملكة.

وأضاف أن الأشجار الجديدة ستوفر مأوى طبيعيًا للطيور والحشرات النافعة، ما يعزز التنوع الحيوي ويساعد في استعادة التوازن البيئي في المنطقة.

وأشاد بدعم وزارة البيئة والمياه والزراعة التي تتابع مثل هذه المبادرات وتشجع المواطنين على المشاركة في مشاريع التشجير الوطنية.

وبيّن أن مشروعه يتناغم مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تسعى لرفع الغطاء النباتي وتحقيق الاستدامة البيئية من خلال مبادرة السعودية الخضراء.

وخلال جولة ميدانية لصحيفة «سبق»، بدت أشجار السدر مصطفة على ضفاف وادي قنا، في مشهد يجمع بين جمال الطبيعة والإصرار الإنساني على إعمار الأرض.

كما رُصدت الأشجار وهي تظلل الممشى العام الذي يقصده الأهالي صباحًا ومساءً لممارسة رياضة المشي وسط أجواء نقية ومناظر خلابة.

ويعكس هذا المشروع علاقة الإنسان بأرضه، حيث يمتزج الجهد الشخصي بحب البيئة، في لوحة ترسم ملامح وعي بيئي متنامٍ في المجتمع السعودي.

وبهذا الإنجاز، يتحول وادي قنا إلى نموذج يحتذى في العمل التطوعي البيئي، ورسالة ملهمة تدعو الجميع إلى غرس شجرة وبناء مستقبل أخضر للمملكة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار