طرحت أمانة منطقة القصيم مشروعًا ضخمًا لإنشاء وتشغيل وإدارة الميناء الجاف شرق مدينة بريدة على مساحة تتجاوز مليون متر مربع، بعقد يمتد لخمسين عامًا، ليكون واحدًا من أهم المشاريع اللوجستية التي تدعم مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز منظومة النقل والخدمات اللوجستية.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
يأتي هذا المشروع ضمن توجه أمانة القصيم لتحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي محوري في قلب المملكة، حيث تسعى من خلاله إلى رفع كفاءة التجارة الإقليمية وربطها بشبكات النقل الوطنية والعالمية بما يعزز مكانة القصيم كمحور استراتيجي للنقل والتجارة.
وأوضح المتحدث الرسمي للأمانة نايف عبدربه النفيعي أن الميناء الجاف يمثل نقلة نوعية في البنية التحتية اللوجستية، إذ يسهم في تسهيل حركة الصادرات والواردات داخل المنطقة، ويتيح خدمات التخليص الجمركي محليًا دون الحاجة لنقل البضائع إلى موانئ خارجية.
وأشار النفيعي إلى أن المشروع سيوفر وقتًا وجهدًا كبيرين للتجار والمستثمرين، كما سيقلل من التكاليف التشغيلية ويعزز من كفاءة سلسلة الإمداد، مما ينعكس إيجابًا على تنافسية المنتجات الوطنية في الأسواق.
ويتميز الميناء الجاف بموقع استراتيجي على بعد سبعة كيلومترات فقط من محطة قطار القصيم، مما يربطه مباشرة بشبكة النقل بالسكك الحديدية التي تمتد إلى مختلف مناطق المملكة.
كما يبعد المشروع نحو تسعةٍ وعشرين كيلومترًا عن الطريق السريع الذي يربط بين الرياض والقصيم والمدينة المنورة، وهو ما يمنحه ميزة الوصول السهل إلى مراكز النقل والتوزيع الكبرى.
ويقترب الميناء أيضًا من الطريق المؤدي إلى منطقة حائل بمسافة ثمانيةٍ وعشرين كيلومترًا، مما يوسع نطاق خدمته للمناطق الشمالية ويجعله محطة لوجستية محورية في شبكة التجارة البرية.
ويمتاز كذلك بقربه من مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز وجامعة القصيم، ما يعزز تكامله مع مختلف المرافق الحيوية ويخلق فرصًا جديدة للاستثمار والخدمات المساندة.
وأكد النفيعي أن أمانة القصيم تعمل على جعل المشروع نموذجًا في التكامل بين القطاعين العام والخاص، من خلال تمكين المستثمرين وتوفير بيئة تشغيلية جاذبة تعزز الكفاءة التشغيلية للميناء.
وأشار إلى أن الميناء الجاف سيشكل بوابة تجارية جديدة تسهم في رفع طاقة المنطقة الاستيعابية للبضائع، وتخفيف الضغط عن الموانئ البحرية، وتحقيق التوازن في حركة الشحن الداخلي.
وتهدف الأمانة من خلال هذا المشروع إلى دعم منظومة الخدمات اللوجستية الوطنية، وتطوير بنية تحتية قادرة على استيعاب النمو المتسارع في الطلب التجاري والصناعي.
وتُعد منطقة القصيم من أكثر المناطق حيوية في المملكة بفضل موقعها الجغرافي في الوسط، ما يجعلها نقطة التقاء بين مختلف شبكات النقل البرية والسككية والجوية.
كما تشهد المنطقة نموًا ملحوظًا في الاستثمارات الصناعية والتجارية، مع وجود مدن صناعية ومناطق حرة تعزز من قدرتها على استقطاب المشاريع اللوجستية الكبرى.
وتمتلك القصيم بنية تحتية متطورة تشمل شبكة طرق حديثة ومرافق خدمية عالية الجودة، وهو ما يجعلها مؤهلة لتكون مركزًا إقليميًا لتوزيع البضائع والخدمات.
ويأتي هذا المشروع استكمالًا لجهود المملكة في بناء منظومة نقل متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني وتحقق التوازن بين مختلف المناطق.
كما يعكس التوجه الحكومي نحو تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في مشاريع البنية التحتية الحيوية بما يسهم في خلق فرص عمل واستثمارات جديدة.
ويُتوقع أن يسهم الميناء الجاف في زيادة القدرة التنافسية للمنتجات السعودية في الأسواق المحلية والدولية عبر تقليل تكاليف النقل وتحسين سرعة التسليم.
بهذا المشروع، تقترب القصيم من ترسيخ موقعها كمركز لوجستي متكامل يخدم أهداف التنمية الاقتصادية ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة.