إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
شهدت فعاليات "جوي فوروم 2025" ضمن موسم الرياض حدثاً استثنائياً يمكن وصفه بـ "اللقاء التاريخي"، حينما التقت أيقونات السينما الهندية، الأقطاب الثلاثة شاروخان وسلمان خان وعامر خان، في جلسة حوارية جماهيرية هي الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية، لتسجل الرياض لحظة فنية لا تُنسى.
جاء هذا الاجتماع تحت عنوان جذاب هو "East to West"، والذي يعكس التوجه العالمي للترفيه في المملكة، وقد أدارت دفة الحوار ببراعة الفنانة المتألقة رزان جمال، التي نجحت في استخلاص اللحظات العميقة والطريفة من هذا التجمع النادر، الذي طالما انتظره عشاق السينما على مدار عقود، في محفل ضخم يليق بمكانتهم.
كانت الأجواء داخل القاعة مليئة بالحيوية والبهجة والتفاعل العفوي، حيث تبادل "الخانات الثلاثة" مجموعة من النكات السريعة والذكريات المشتركة من مسيرتهم الفنية الطويلة، وهو ما ضاعف من حماس وتصفيق الجمهور الحاضر، الذي عبّر عن سعادته الغامرة بمشاهدة هؤلاء العمالقة مجتمعين على منصة واحدة.
لم يقتصر اللقاء على الأحاديث الجادة، بل كان المساحة الأكبر فيه للمرح والتلقائية التي كشفت عن الكيمياء الفنية القوية التي تجمعهم خلف الأضواء، وقد حرص النجوم على إظهار الاحترام والتقدير المتبادل، ليؤكدوا أن المنافسة الشريفة لم تستطع أن تكسر الروابط الشخصية والإنسانية التي تربطهم منذ سنوات الطفولة وبداية المسيرة.
وفي لقطة فنية أثارت ضحكات وتصفيق الحضور، قرر النجم عامر خان أن يغني مقطعاً مؤثراً من أغنية "Oh Re Taal Mile Nadi Ke Jal Mein"، التي اشتهرت في فيلم "Anokhi Raat"، وهو ما فاجأ الجميع، ليجد شاروخان وسلمان خان نفسيهما يقفان خلفه كجوقة تشجيعية، في مشهد جسّد مدى قوة صداقتهم التي تتجاوز الشهرة والنجومية.
وقد استغل شاروخان اللحظة للتعبير عن إعجابه الشديد بزميليه، مؤكداً أن فكرة وجودهم الثلاثة في مشروع سينمائي واحد تعتبر حلماً بحد ذاته لمنتجي السينما، إلا أنه أضاف ممازحاً ومتندراً، أنه يأمل ألا يتحول هذا الحلم المنتظر إلى ما يشبه "الكابوس" غير المرغوب فيه.
وأوضح شاروخان خلال حديثه العميق أنه يكن تقديراً كبيراً لكل من سلمان وعامر، واصفاً إياهما بأنهما يمثلان نموذجاً ومثالاً يحتذى به في عالم صناعة السينما، بفضل ما يمتلكانه من طموح لا حدود له وإصرار على تقديم الأفضل، وهو ما جعلهما يصلان إلى القمة التي يحتلانها بجدارة واستحقاق، لتكتمل بهما ثلاثية العصر الذهبي.
وعاد النجم الشهير للحديث عن مشروع فيلم يجمعهم بتعليق أكثر طرافة، قائلاً إنه إذا اجتمعوا في عمل فني واحد، فيجب عليهم أن يتأكدوا أولاً أن هذا العمل لن يُخيب آمال الجمهور الواسعة، ليدخل بذلك في نوبة ضحك هيسترية، عكست رغبته في أن يكون العمل القادم لهم على مستوى التوقعات المرتفعة التي صنعوها بمفردهم.
وهنا تدخل سلمان خان ليرد على زميله شاروخان بابتسامة واسعة، مصرحاً بتعليق صادم غير متوقع قال فيه: "لا أحد يستطيع تحمّل وجودنا نحن الثلاثة في فيلم واحد!"، في إشارة إلى الضغوط الهائلة التي قد تنتج عن محاولة ترويض ثلاث قامات فنية بهذه الضخامة في إطار قصصي واحد، وهو ما أثار عاصفة من الضحك في القاعة.
لكن شاروخان سرعان ما أوضح بعمق أن المسألة قد لا تتعلق فقط بالتكاليف المادية الباهظة التي سيتطلبها هذا المشروع، بل إن التحدي الأكبر يكمن في مدى "تحمّل غرائبنا الفنية" التي يتميز بها كل منهم، مما يشير إلى الخلافات الإبداعية المحتملة أو تضارب الأساليب التمثيلية التي قد تعيق الانسجام على الشاشة، وهذا هو السر.
وفي ختام الجلسة التي دامت طويلاً وتركت أصداءً عميقة، ألقى سلمان خان كلمة حاسمة وجهها لجمهوره وصناع السينما، مؤكداً فيها أن الأهم في أي مشروع مستقبلي يجمعهم هو القصة، مشدداً على مقولة: "عندما نعمل معًا، سيكون النجم الحقيقي هو القصة نفسها، فالنص هو البطل دائمًا".
ويأتي هذا اللقاء العلني بين النجوم الثلاثة بعد ظهور سابق ونادر لهم معاً، كان في سياق اجتماعي بحت، وتحديداً خلال الاحتفالات الفخمة التي سبقت زفاف أنانت أمباني في الهند، إلا أن اجتماعهم في الرياض له طابع مختلف، كونه جزءاً من برنامج ترفيهي دولي، ليؤكد على أهمية الرياض كمنصة فنية.
وتعد استضافة فعاليات بهذا الحجم والنجومية دليلاً واضحاً على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية اليوم على خريطة صناعة الترفيه العالمية، تنفيذاً لمستهدفات "رؤية 2030" الطموحة، والتي تهدف إلى خلق قطاع ترفيهي حيوي ومزدهر يستقطب كبرى الأسماء من كل قارات العالم.
لقد كان معالي المستشار تركي آل الشيخ قد افتتح فعاليات "جوي فوروم 2025" بنفسه، ليؤكد على الرعاية المباشرة التي يحظى بها القطاع، وذلك بحضور حشد من النجوم وصناع الترفيه الدوليين الذين قدموا إلى الرياض للاطلاع على التطور الهائل والمكانة الجديدة التي تحققت في ظرف قياسي، ما يعكس حجم العمل.