استطاع مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخُبر تحقيق إنجاز طبي نوعي، حيث نجح في إعادة مستوى النظر إلى "الرؤية الطبيعية" لمراجع يبلغ من العمر 45 عاماً، كان يعاني من تدهور مستمر ومقلق في مستويات الإبصار، ما يؤكد على تطور الكفاءات والتقنيات المتوفرة في المستشفى لعلاج أمراض العيون المعقدة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتمثلت هذه العملية النوعية والناجحة في "زراعة حلقات القرنية" باستخدام تقنيات "الفيمتوليزر" المتطورة، وهي تقنية حديثة تضمن دقة فائقة وقلة التدخل الجراحي، وذلك لمراجع أثرت حالته الصحية بشكل مباشر على قدرته على أداء مهامه اليومية الأساسية، بما في ذلك مواصلة عمله وقيادة السيارة والمشي ليلاً بأمان، كما ذكر الدكتور يوسف الشمري، استشاري طب وجراحة العيون ورئيس الفريق الطبي المعالج.
وأضاف الدكتور الشمري أن المراجع وصل إلى المستشفى وهو يشكو من تعرضه لتدنٍ متواصل ومزعج في مستويات النظر، وعلى الفور تم إخضاعه لسلسلة من الفحوصات الطبية الدقيقة، بالإضافة إلى رفع القياسات الأساسية للعينين، مع عمل "دراسة دقيقة لطبوغرافية القرنية" لتحديد التشخيص الصحيح، وهذا يوضح منهجية العمل المتبعة.
وقد كشفت نتائج الفحوصات والقياسات المتقدمة عن إصابة المراجع بمرض "القرنية المخروطية"، وهو مرض يؤدي إلى ضعف تدريجي في الرؤية، نتيجة تغير شكل القرنية الأمامية وتحولها من شكلها المنتظم إلى شكل مخروطي غير منتظم، ما يتسبب في تشوه الرؤية، وهذا هو السبب الرئيسي وراء تدهور قدرة المراجع على الإبصار بوضوح.
وأوضح الدكتور الشمري أن نسبة الإبصار في العينين لدى المراجع كانت لا تتعدى حاجز الـ 30% فقط، حتى مع استخدام الأدوات المساعدة مثل "النظارات الطبية"، كما تبين أنه حاول العلاج سابقاً في عدة مستشفيات ومراكز طبية أخرى، لكنهم وصفوا له فقط العدسات الصلبة ذات الاستخدام اليومي كحل مؤقت، ما لم يعالج المشكلة الجذرية للمرض.
وقد تسببت محاولة العلاج السابقة باستخدام العدسات الصلبة للمراجع في نتائج عكسية ومؤلمة مع مرور الوقت، حيث بدأ يشعر بآلام متزايدة نتيجة "الالتهابات الشديدة" و"الجفاف المزمن" للعينين، وهي أعراض جانبية شائعة لمثل هذه العدسات في حالات القرنية المخروطية المتقدمة، وهذا زاد من معاناته اليومية المستمرة.
وقال الدكتور الشمري إن الفريق الطبي، بعد اطلاعه على النتائج الكاملة للفحوصات، قرر وضع خطة علاجية خاصة ومختلفة، بدأت هذه الخطة بالقرار الحاسم وهو "الإيقاف التام" للعدسات الصلبة ذات الاستخدام اليومي، والتخلص من مصدر الالتهاب والجفاف الأساسي، وهذا يعتبر خطوة أولى وحاسمة نحو العلاج الفعال.
وبعد الإيقاف، تم إعطاء المراجع نظارة خاصة مؤقتة، مع البدء في "معالجة الجفاف والالتهابات" بشكل مكثف عبر استخدام قطرات ترطيب ذات كثافة عالية جداً، بالإضافة إلى قطرات الكورتيزون المضادة للالتهاب، وتم تطبيق هذا البروتوكول العلاجي لفترة زمنية محددة استمرت لمدة شهر كامل.
وبعد انقضاء مدة الشهر، أظهرت الفحوصات التي أجريت لاحقاً استعادة العينين "كامل عافيتهما" من الجفاف والالتهابات، ما مهد الطريق للمرحلة الجراحية الحاسمة، تبع ذلك طلب "حلقات القرنية" المصممة خصيصاً من شركة متخصصة في هذا المجال تقع في المملكة المتحدة، لضمان أعلى مستويات الجودة والمواصفات.
وبعد وصول الحلقات الخاصة، أخضع المراجع لإجراء علاجي استغرق "15 دقيقة فقط" وتميز بكونه دون أي فتح جراحي تقليدي، حيث تم تركيب الحلقات داخل القرنية باستخدام تقنيات "الفيمتوليزر الحديثة" فائقة الدقة، ما قلل من مخاطر الجراحة التقليدية بشكل كبير، وهذا يمثل تقدماً تقنياً كبيراً.
وشرح الدكتور الشمري أن تلك الحلقات تعمل بمثابة "دعامات للقرنية"، بحيث يكون وظيفتها الرئيسية هي العمل على تعديل شكل القرنية والإنحراف "الغير منتظم" الذي يسببه المرض، وتحويله إلى "انحراف منتظم"، وهذا هو المبدأ العلمي الذي يترتب عليه تحسن جذري في الرؤية لدى المراجع الذي خضع للعملية.
وبفضل الله وتوفيقه، خرج المراجع من مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بعد 24 ساعة فقط من إجراء العملية النوعية وهو بصحة جيدة ومستقرة، مؤكداً الدكتور الشمري على نجاح جهود الفريق الطبي في هذه الحالة المعقدة ومتابعة التطورات.
وأكدت الفحوصات الدورية التي تمت متابعة الحالة من خلالها لعدة أسابيع، تحسن مستوى كفاءة النظر لدى المراجع ووصولها إلى أكثر من 80%، وتُعد هذه النسبة "عالية جداً" خاصة في حالة مرضى القرنية المخروطية، وهذا يؤكد على النجاح المذهل للتقنية المتبعة في المستشفى المتخصص.
وقد عاد المراجع إلى ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية تماماً، بعد أن تخلص نهائياً من استخدام النظارات والعدسات الصلبة المزعجة التي كانت سبباً في آلامه السابقة، ما يختم قصة علاجه بنجاح باهر يبرز قدرة التقنيات الحديثة على استعادة جودة الحياة.