البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين
فتح باب التقديم على البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين.. التعليم يحدد المهلة النهائية
كتب بواسطة: محمود العادل |

يواصل "البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين" في المملكة العربية السعودية تحقيق أهدافه الطموحة، حيث يقدم العديد من برامج الرعاية المتخصصة التي تهدف إلى تأصيل الموهبة وصقل الإبداع الكامن لدى الطلبة المتميزين، ما يؤكد على الاستثمار في رأس المال البشري والإبداعي للمملكة، وهذا يعد ركيزة أساسية لتحقيق رؤية 2030.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

ويتم تنفيذ هذه البرامج النوعية بالتعاون مع أهم الجهات الوطنية ذات الخبرة الطويلة، التي تمتلك كوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً في مجال الكشف عن الموهبة ورعايتها، ما يضمن جودة المحتوى المقدم للطلبة وانعكاسه الإيجابي على مستواهم العلمي والإبداعي، وهذا يضمن دقة عملية الرعاية والاحتضان للمواهب.

وقد انطلق باب التقديم والتسجيل في البرنامج الوطني رسمياً بداية شهر أكتوبر الجاري، وهو ما يتيح الفرصة لجميع الطلبة الواعدين وأولياء أمورهم للتقديم والمشاركة في هذا البرنامج الوطني الهام، الذي يسعى لاكتشاف ورعاية الجيل القادم من المبدعين والعلماء، وهذا يدعم التعليم العام بشكل مباشر.

ويستمر التقديم في البرنامج لفترة زمنية ممتدة حتى الثالث والعشرين من شهر ديسمبر المقبل، ما يمنح وقتاً كافياً للطلبة وأسرهم لتجهيز متطلبات التسجيل وإتمام الإجراءات اللازمة، والمشاركة في أدوات القياس المعتمدة التي تحدد مستوى الاستحقاق للبرامج المتخصصة، وهذا يتيح شمولية في التقديم.

ويأتي هذا التوجه الكبير نحو الكشف عن الموهوبين ورعايتهم ​​انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على تقديم "الدعم غير المحدود" في جميع ما يتعلق بمجال التعرف على المواهب المبكرة والعمل على رعايتها وتنميتها، إيماناً منها بأن الموهوبين هم الثروة الحقيقية التي ستقود عجلة التنمية والابتكار في البلاد.

ويتم تنفيذ "البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين" من خلال الاعتماد على أدوات ومقاييس تم تطويرها واعتمادها بشكل "مقنن"، لضمان أعلى مستويات الدقة والموضوعية في عملية الاختيار، وذلك بالشراكة الوثيقة بين "مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)" و "وزارة التعليم" و "المركز الوطني للقياس"، ما يضمن تكامل الجهود الوطنية في هذا المجال الحيوي.

وقد جرى العمل على تطوير نموذج متكامل للكشف عن الموهوبين، وهو نموذج مبني على "منهجية علمية متقدمة" تم صقلها وتجربتها لسنوات طويلة، وهذا يضمن اختيار الموهوبين بناءً على أسس صلبة بعيدة عن العشوائية أو التخمين، وهذا يعزز الثقة في مخرجات البرنامج الوطني.

وتعتمد هذه المنهجية العلمية في المقام الأول على أهم الأسس العلمية المعتمدة عالمياً وأفضل الممارسات التربوية الحديثة، والهدف الأسمى من ذلك هو ضمان عملية "الانتقاء السليم" للطلبة الواعدين بالموهبة في مختلف التخصصات والمجالات، وتوفير العدالة والشفافية في عملية الاختيار.

ومن خلال نتائج هذا البرنامج، يتم بناء "قاعدة بيانات ضخمة وشاملة" لجميع الموهوبين والموهوبات في كل مناطق ومدن المملكة، وهي قاعدة بيانات لا تقتصر على منطقة جغرافية محددة، بل تشمل جميع الفئات السنية في مراحل التعليم العام، وهذا يضمن عدم إغفال أي موهبة واعدة.

وتُعد هذه القاعدة البيانات الوطنية أداة استراتيجية بالغة الأهمية، حيث تتيح للجهات المعنية إمكانية تتبع تطور الموهوبين عبر مراحلهم التعليمية المختلفة، وتوجيههم نحو مسارات التخصص والرعاية التي تتناسب مع قدراتهم الكامنة، وهذا يدعم اتخاذ القرارات الرشيدة المتعلقة بالتعليم والتدريب المستقبلي.

إن توفير برامج الرعاية المتخصصة من خلال البرنامج الوطني، يمثل اعترافاً حكومياً رسمياً بأهمية الإبداع كمحرك للتغيير، وهو ما يخلق بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة، تشجع الطلاب على التفكير خارج الصندوق وتطوير حلول مبتكرة للتحديات المختلفة التي تواجه المجتمع.

ويترجم هذا التكاتف بين "موهبة" و "وزارة التعليم" و "قياس" مدى التكامل في الجهود الحكومية، حيث تعمل كل جهة بأدواتها وخبراتها المتميزة لضمان نجاح البرنامج، بدءاً من تطوير المقاييس، مروراً بتطبيقها في المدارس، وصولاً إلى توفير الرعاية النوعية اللاحقة للطلبة الذين يتم تحديدهم كـ "موهوبين" بشكل رسمي وموثق.

ويأمل القائمون على البرنامج أن تساهم هذه المرحلة الجديدة من التقديم في اكتشاف أعداد أكبر من المواهب الشابة، وتوفير الفرص اللازمة لها لكي تزدهر وتتطور، وأن يكون هذا البرنامج الوطني هو نقطة الانطلاق لمشاريعهم العلمية والإبداعية التي ستعود بالنفع على الوطن والمواطن في كل المجالات.

وفي الختام، فإن استمرار عملية التسجيل حتى نهاية ديسمبر المقبل يمثل دعوة مفتوحة لجميع الأسر والمدارس، لتحفيز أبنائهم وبناتهم على المشاركة في هذا الاختبار الوطني، الذي يعد بوابة عبور نحو مستقبل تعليمي وإبداعي أفضل، مدعوم بأفضل الممارسات والكوادر المؤهلة على أعلى المستويات.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار