الأخصائية نوف القنيبط
الأخصائية نوف القنيبط تفجر مفاجأة: سلوكيات بسيطة قد تكشف أنك بحاجة إلى الطبيب النفسي فوراً
كتب بواسطة: زهور النجار |

سلّطت الأخصائية النفسية نوف القنيبط الضوء على جانب بالغ الأهمية في التعامل مع مشاعر الحزن، مؤكدة أن بعض السلوكيات التي تصاحب هذه الحالة قد تتجاوز حدود الحزن الطبيعي لتتحول إلى مؤشرات تستوجب تدخلاً طبياً نفسياً عاجلاً.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضحت القنيبط خلال حديثها في برنامج «يا هلا» المذاع على قناة «روتانا خليجية» أن هناك فروقًا دقيقة بين الحزن العابر الذي يمر به الإنسان بطبيعة الحياة، وبين الحالات التي تتحول إلى اضطراب نفسي إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.

وبيّنت أن العلامة الفارقة الأولى تكمن في عدم قدرة الشخص على ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية، مشيرة إلى أن فقدان الدافعية والانسحاب من الأنشطة المعتادة يعدان جرس إنذار مبكر لضرورة طلب المساعدة المتخصصة.

وأضافت أن نوبات الغضب القوية والمتكررة تمثل أيضًا مؤشرًا خطيرًا، خاصة إذا كانت غير مبررة أو ناتجة عن مواقف بسيطة، إذ تعكس اضطرابًا في التوازن النفسي والعاطفي يحتاج إلى تقييم من مختصين في مجال الطب النفسي.

وشددت القنيبط على أن العزلة المفرطة وابتعاد الشخص عن محيطه الاجتماعي لفترات طويلة تعد من أبرز الإشارات التي يجب الانتباه لها، مبينة أن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يحتاج إلى التفاعل والتواصل، وأي انسحاب طويل الأمد يستدعي تدخلاً مهنيًا.

وأشارت إلى أن إهمال النظافة الشخصية من أبرز السلوكيات التي لا يمكن تجاهلها في حالات الحزن العميق، حيث يعكس هذا التصرف تراجعًا في تقدير الذات وفقدان الرغبة في العناية بالمظهر العام، ما يتطلب مراجعة عاجلة للطبيب النفسي.

كما لفتت إلى أن العصبية الدائمة والتجهم المستمر رغم عدم وجود أسباب واضحة قد يشيران إلى حالة اكتئاب كامنة، مؤكدة أن هذه العلامات يجب أن تُفهم باعتبارها إشارات إنذار وليست ضعفًا في الشخصية.

وبيّنت أن الحزن الطبيعي عادة ما يكون محدود المدة ويتراجع مع الوقت والدعم الاجتماعي، بينما يتحول إلى اضطراب نفسي عندما يصبح مزمنًا ويؤثر على مجالات الحياة المختلفة كالعلاقات والعمل والدراسة.

وأضافت الأخصائية أن الدعم الأسري يلعب دورًا رئيسيًا في رصد التغيرات السلوكية المبكرة، مشددة على أهمية عدم الاستهانة أو التقليل من معاناة الشخص الذي يعيش حالة حزن مطولة أو يظهر عليه الانسحاب الاجتماعي.

وأكدت القنيبط أن الطب النفسي لم يعد مقصورًا على الحالات الشديدة فقط، بل يشمل أيضًا المساعدة في المراحل الأولى من التدهور النفسي، مما يسهم في تسريع عملية التعافي والوقاية من تفاقم الأعراض.

وأوضحت أن بعض الأشخاص يخشون اللجوء إلى الأطباء النفسيين بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالعلاج النفسي، مشيرة إلى أن هذا التصور غير دقيق وأن الوعي المجتمعي بدأ يتطور في السنوات الأخيرة.

وشددت على ضرورة تعزيز مفهوم أن طلب المساعدة النفسية دليل وعي وليس ضعفًا، داعية إلى نشر ثقافة الصحة النفسية في المدارس والجامعات وأماكن العمل لتقليل الآثار السلبية للحزن غير المعالج.

وبيّنت أن التعبيرات الجسدية للحزن مثل فقدان الشهية أو اضطرابات النوم أو الصداع المتكرر، تعتبر أيضًا مؤشرات على أن الجسد يترجم المعاناة النفسية بطرق مختلفة تستدعي اهتمامًا طبياً.

وأشارت القنيبط إلى أن التشخيص المبكر للحالة يساهم في اختصار مراحل العلاج ويقلل من احتمالية تطور الاضطراب إلى اكتئاب حاد، مؤكدة أن جلسات الدعم النفسي يمكن أن تعيد التوازن النفسي والعاطفي بشكل ملحوظ.

وأضافت أن الحوار المفتوح مع المقربين والاعتراف بالمشاعر خطوة أساسية في طريق العلاج، إذ يساعد التعبير عن الألم في تقليل الضغط الداخلي ويمنع تراكم المشاعر السلبية التي قد تتحول إلى اضطراب نفسي.

ولفتت إلى أن دور المختصين النفسيين لا يقتصر على وصف الأدوية فحسب، بل يمتد إلى تقديم الإرشاد السلوكي والتقنيات العلاجية الحديثة التي تساعد في استعادة الإحساس بالاستقرار الداخلي.

وأكدت أن التدخل المبكر هو العامل الحاسم في إنقاذ المريض من الدخول في دوامة اكتئاب مزمنة، مشيرة إلى أن كل يوم يتأخر فيه العلاج يزيد من صعوبة السيطرة على الأعراض مستقبلاً.

واختتمت القنيبط حديثها بالتأكيد على أن الاهتمام بالصحة النفسية ضرورة حياتية لا تقل عن الاهتمام بالصحة الجسدية، داعية كل من يلاحظ تغيرات مستمرة في سلوكياته أو مشاعره إلى طلب الاستشارة المهنية دون تردد.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار