حذرت الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية من خطورة ترك الأطفال دون سن العاشرة داخل المركبات دون وجود مُرافق راشد، مؤكدة أن هذا التصرف يُعد مخالفة مرورية تستوجب الغرامة، كما يشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة الأطفال في مختلف الظروف.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

وأوضحت الإدارة أن المخالفة تندرج ضمن القواعد الهادفة لحماية الأرواح والحفاظ على أمن وسلامة مستخدمي الطرق، مشيرة إلى أن الغرامة المقررة على هذه المخالفة تتراوح بين 300 و500 ريال.

وأكدت أن هذا الإجراء لا يقتصر على كونه مخالفة نظامية فحسب، بل هو أيضًا سلوك غير آمن يعرض حياة الأطفال للخطر بسبب احتمالية الاختناق أو الحوادث أو العبث بأنظمة المركبة.

وشددت على أن الأطفال في هذا العمر لا يدركون حجم المخاطر المحيطة بهم، وأن تركهم بمفردهم داخل المركبة، حتى لو لوقت قصير، قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.

كما لفتت الإدارة إلى أن درجات الحرارة المرتفعة داخل المركبات المغلقة قد تتسبب في حالات إغماء أو اختناق للأطفال خلال دقائق معدودة، ما يجعل الأمر مسألة حياة أو موت وليست مجرد مخالفة بسيطة.

ودعت جميع السائقين وأولياء الأمور إلى تحمل المسؤولية الكاملة تجاه أطفالهم، وعدم الاستهانة بتركهم في المركبات لأي سبب من الأسباب.

وأوضحت أن بعض أولياء الأمور يعتقدون أن ترك الطفل لبضع دقائق فقط آمن، إلا أن الوقائع أثبتت أن هذه الدقائق قد تكون كافية لحدوث مأساة.

وبيّنت أن التعليمات المرورية الحديثة تأتي في إطار جهود المملكة لحماية الأرواح وتعزيز ثقافة السلامة المرورية، خصوصًا في ظل ازدياد الحوادث الناتجة عن الإهمال.

وأضافت أن التوعية المستمرة تمثل ركيزة أساسية في الحد من مثل هذه السلوكيات، وأن الإدارة تعمل عبر منصاتها الرسمية على نشر الرسائل التوعوية بشكل دوري.

وأكدت الإدارة أن مسؤولية حماية الأطفال تبدأ من الأسرة، مشددة على أهمية إدراك الوالدين لدورهم في تطبيق قواعد السلامة المرورية.

كما أوضحت أن القوانين السعودية تراعي الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تنظيمها للمخالفات، إذ تهدف بالأساس إلى الوقاية وليس العقوبة.

وأشارت إلى أن حملات التوعية التي أطلقتها الإدارة سابقًا أسهمت في خفض نسبة الحوادث المتعلقة بإهمال الأطفال في المركبات.

ولفتت إلى أن تعاون المجتمع في الإبلاغ عن حالات ترك الأطفال في المركبات ساعد في إنقاذ عدد من الحالات قبل وقوع حوادث مأساوية.

كما أكدت أن إدارة المرور مستمرة في متابعة السلوكيات الخطرة على الطرق، واتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين لضمان السلامة العامة.

ونوهت إلى أن الوعي المروري يشكل أحد مرتكزات "رؤية السعودية 2030" التي تسعى إلى تقليل الحوادث المرورية ورفع جودة الحياة.

وأوضحت أن المملكة قطعت شوطًا كبيرًا في تحديث الأنظمة المرورية واستخدام التقنيات الحديثة لرصد المخالفات وتعزيز السلامة.

وأكدت الإدارة أن ترك الأطفال دون مرافق لا يُعد فقط مخالفة مرورية، بل هو إخلال بالمسؤولية الأبوية يستوجب المحاسبة الأخلاقية قبل القانونية.

واختتمت برسالة توعوية قالت فيها: "أطفالك أمانة بين يديك، لا تتركهم بمفردهم في المركبة، فسلامتهم مسؤوليتك أولًا وأخيرًا".