تل الرمان
"وزارة البيئة" تفاجئ الزوار بمشروع زراعي وسياحي غير مسبوق في حائل.. اكتشف سر "تل الرمان"!
كتب بواسطة: افتكار غالب |

في قلب منطقة حائل التي تتجه بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية وزراعية، تبرز مزرعة "تل الرمان" كأحد أبرز المشاريع الريفية التي تمزج بين جمال الطبيعة وثراء الموروث المحلي، لتشكل لوحة زراعية فريدة تعكس روح المكان وتطلعاته نحو تنمية مستدامة.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ

تُعد المزرعة نموذجًا متكاملًا للسياحة الزراعية الحديثة، حيث جمعت بين التجربة البيئية الأصيلة والأنشطة السياحية التفاعلية، مما جعلها مقصدًا مفضلًا لعشاق الطبيعة ومحبي الزراعة على حد سواء.

وتقع المزرعة في موقع مميز بين الجبال والنفود الذهبية، ما يمنحها مشهدًا بصريًا آسرًا يجمع بين التضاريس الجبلية وسحر الرمال الحمراء التي تشتهر بها حائل.

تغطي المزرعة مساحة تتجاوز خمسة هكتارات، وتضم أكثر من ثلاثة آلاف شجرة رمان، تُنتج سنويًا نحو 450 طنًا من أجود أنواع الرمان الذي بات يحمل هوية حائل الزراعية المميزة.

وقد تحولت المزرعة إلى مزار سياحي خلال موسم الرمان، حيث تستقبل أكثر من سبعين ألف زائر وزائرة، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي تحظى به من سكان المنطقة والسياح القادمين من مختلف مناطق المملكة.

يعيش الزوار في "تل الرمان" تجربة استثنائية تبدأ بقطف الثمار يدويًا، مرورًا بالتجول بين المزارع، وصولًا إلى الجلسات الريفية التي أُعدت لتمنحهم لحظات من الهدوء والراحة في أحضان الطبيعة.

كما خُصصت في المزرعة مناطق للأطفال، وأركان للأسر المنتجة، ومنافذ لبيع المنتجات الطازجة، في مشهد يعزز مفهوم السياحة المجتمعية التي تسهم في دعم دخل الأسر المحلية وتنشيط الحراك الاقتصادي الريفي.

وتُعرف المزرعة بتنوع أصناف الرمان التي تحتضنها، حيث تضم الشهربان الأحمر، والأسود البلدي، والرمان الطائفي، والخشبي الأرجواني، والأندرفل، والهندي، ورمان الساتان الوردي.

إلا أن أكثر الأصناف تميزًا هو الرمان الأحمر القاني الحائلي، الذي اكتسب شهرة واسعة بفضل طعمه السكري ومذاقه الفريد، ليصبح رمزًا لتميز المنتج الزراعي المحلي.

ويُعد هذا التنوع في الأصناف انعكاسًا لثراء التربة الحائلية وتنوع مناخها الذي يمنح الثمار جودة عالية وقيمة غذائية مرتفعة.

ولم تقف أهمية المزرعة عند حدود الإنتاج، بل تجاوزتها لتصبح مركزًا لتبادل الخبرات الزراعية وتنمية الوعي لدى الزوار حول أهمية الزراعة المستدامة.

كما تُسهم هذه التجربة في دعم رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز التنمية الريفية والسياحة الداخلية.

ويبرز "تل الرمان" كأحد النماذج الناجحة في تحويل الأنشطة الزراعية التقليدية إلى فرص استثمارية وسياحية ذات بعد اجتماعي وثقافي.

هذا التكامل بين الزراعة والسياحة جعل من المزرعة وجهة مثالية لتصوير الفعاليات والمهرجانات الموسمية التي تحتفي بثمار الرمان وتراث المنطقة.

كما أصبحت المزرعة منصة لترويج المنتجات المحلية، ما ساعد على رفع الوعي بأهمية دعم المزارعين وتحسين جودة المنتجات الزراعية الوطنية.

وتسعى الجهات المعنية في حائل إلى تطوير هذه التجربة من خلال إضافة أنشطة تعليمية وبيئية تُعزز من استدامة المشروع وتزيد من جاذبيته للسياح.

وتعمل المزرعة أيضًا على تطبيق ممارسات زراعية حديثة تراعي الحفاظ على المياه والتربة، بما يتماشى مع مبادئ الزراعة الذكية بيئيًا.

بهذا النموذج الريفي المتكامل، تواصل منطقة حائل رسم ملامح نهضتها الزراعية والسياحية، لتؤكد أن الاستثمار في الطبيعة والتراث هو استثمار في مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار