أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن المتطلبات والمعايير النهائية المعتمدة لنقاط "التطوير المهني"، وهي النقاط اللازمة لترقية شاغلي الوظائف التعليمية المختلفة في جميع المراحل، وذلك في خطوة استراتيجية جريئة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في مسار ترقيات المعلمين والمعلمات في الميدان.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
وتأتي هذه الخطوة بهدف إنهاء الارتباط التقليدي للترقيات بـ "الأقدمية الزمنية" المجردة، وبدء ربطها بشكل مباشر بـ "الكفاءة المهنية والأداء المتميز" للمعلم، ما يضمن أن يكون الترقي مستحقاً وجديراً بالرتبة الجديدة، بما يخدم آلاف المعلمين والمعلمات في مسارهم الوظيفي والاحترافي داخل المنظومة التعليمية الكبرى.
وأكدت الوزارة في بيانها أن اجتياز الحد الأدنى من النقاط المحددة للتطوير المهني أصبح الآن "شرطاً رئيسياً" لا يمكن الاستغناء عنه أو تجاوزه، وذلك للانتقال بين الرتب التعليمية المختلفة، بدءاً من رتبة "معلم" ووصولاً إلى رتبة "معلم خبير"، وهذا يرسخ مبدأ الاستحقاق الوظيفي القائم على الجهد المبذول في صقل المهارات.
ويُعد الهدف الأسمى من وراء تطبيق هذا النظام الجديد هو ترسيخ "ثقافة التطوير الذاتي المستمر" داخل الكوادر التعليمية، وتحفيزهم بشكل دائم ومباشر على الارتقاء بمستويات أدائهم المهني والمعرفي، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي ومباشر على جودة العملية التعليمية ويدعم مستهدفات "رؤية المملكة 2030" في بناء الإنسان المتعلم والمتميز.
ومن أبرز المتطلبات الإلزامية التي أقرتها الوزارة مؤخراً، ضرورة أن يحقق أي طالب للترقية ما لا يقل عن "25 نقطة تطوير مهني" وذلك على أساس سنوي متواصل، وهذا الرقم السنوي يهدف إلى ضمان استمرارية النمو المهني للمعلم وعدم توقفه عند حد معين، ومواكبة كل المستجدات في الميدان التربوي والتقني.
وأوضحت الوزارة أن النقاط الإجمالية المطلوبة للترقية لا تسير على وتيرة واحدة، بل تختلف وتتدرج بحسب الرتبة التعليمية التي يطمح إليها المعلم، وكذلك بحسب "مؤهله العلمي" الذي يحمله، ما يضمن عدالة النظام ومراعاته للفروقات بين المستويات التعليمية المختلفة للمعلمين والمعلمات.
فمثلاً، تتطلب الترقية من رتبة "معلم" إلى رتبة "معلم ممارس" بشكل أساسي تحقيق 200 نقطة تراكمية في مجال التطوير المهني، وهي نقاط يمكن اكتسابها عبر مجموعة من البرامج التدريبية المعتمدة والأنشطة المهنية المصممة خصيصاً لرفع كفاءة المعلمين، وهذا يضع معياراً واضحاً للرتبة الأولى.
وتتدرج هذه المتطلبات للرتب الأعلى في المسار المهني، حيث يشترط للترقية من رتبة "معلم ممارس" إلى رتبة "معلم متقدم" تحقيق 200 نقطة لحملة شهادة البكالوريوس، في حين يتم تخفيض المتطلبات إلى 175 نقطة لحملة الماجستير، وتصل إلى 150 نقطة لحملة درجة الدكتوراه، ما يمنح ميزة واضحة لحاملي الشهادات العليا.
أما للوصول إلى أعلى رتبة تعليمية، وهي رتبة "معلم خبير" المتميزة، فيجب على حامل البكالوريوس تحقيق 175 نقطة، بينما يشترط لحامل الماجستير تحقيق 150 نقطة، ويصل الحد الأدنى إلى 125 نقطة فقط لحامل الدكتوراه، وهي نقاط يتم اكتسابها عبر برامج تدريبية ونشاطات مهنية معتمدة وموثقة.
وشددت الوزارة على أن هذا التوجه يرسخ مبدأ "الاستحقاق الوظيفي" القائم على الأداء الفعلي والجهد المهني الموثق، وهذا يفتح المجال واسعاً أمام جميع المعلمين للمشاركة الفاعلة في مختلف برامج التطوير المهني المتاحة، وهذا يشمل التدريب المباشر وغير المباشر، وورش العمل التخصصية.
كما يشمل نطاق التطوير المهني البحوث التطبيقية الميدانية، والمبادرات التعليمية التي تسهم بفعالية في صقل مهارات المعلمين ومعارفهم المتخصصة، وتنمية قدرتهم على الابتكار في طرق التدريس، ما يجعل عملية اكتساب النقاط شاملة ومتنوعة، وتغطي جوانب مختلفة من التميز المهني.
وأشارت الوزارة إلى أن الهدف الأسمى من هذا التغيير الجذري هو بناء "بيئة تعليمية محفزة" وداعمة، تمكّن الكفاءات الوطنية البارزة وتدفعها دائماً نحو التميز والإبداع المستمر، مما يضمن وجود جيل من المعلمين الأكفاء القادرين على مواكبة التطورات الحديثة في التعليم العالمي، وهذا يضمن جودة مخرجات التعليم.
وأكدت الوزارة على أن التطوير المهني يمثل "ركيزة أساسية" لا يمكن الاستغناء عنها في المسار المهني لكل من المعلم والمعلمة، وأن النظام الجديد يسعى بوضوح إلى تمكينهم من تطوير قدراتهم ومواكبة التوجهات الحديثة في مجالات التعليم والتقويم والتقنية التعليمية، وهذا يضمن تنافسية عالية بين الكوادر.
وفي الختام، أتاحت الوزارة "دليل احتساب النقاط" وآلياته التفصيلية بشكل كامل وموثق عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، وذلك بهدف تسهيل اطلاع جميع المعنيين على النظام الجديد بالكامل، لضمان وضوح الإجراءات والخطوات اللازمة للترقية، والإسهام في بناء جيل قادر على المنافسة والإبداع.