أوضح عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، أن تحديد جنس الجنين عبر تقنية الحقن المجهري جائز شرعًا، معتبرًا أن هذه الوسيلة الطبية تمثل إحدى النعم الكبرى التي أنعم الله بها على البشرية في هذا العصر الحديث.
إقرأ ايضاً:المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بين أفضل ست جهات حكومية.. تفاصيل غير معلنة عن المبادنادي الهلال يتلقى صدمة مدوية قبل موقعة السد.. إنزاجي في ورطة بسبب غياب مفاجئ
جاء حديث المطلق خلال إجابته على أحد الأسئلة في برنامج "فتاوى" الذي يُعرض على القناة السعودية، حيث أكد أن الحقن المجهري وتحديد جنس الجنين من التقدمات الطبية المشروعة التي يمكن للمجتمع المسلم الاستفادة منها بما يتفق مع الضوابط الشرعية.
وأضاف أن ما وصل إليه الطب اليوم في هذا المجال يُعد إنجازًا مدهشًا من رحمة الله بعباده، إذ مكّنهم من تحقيق أمنيات طالما بدت صعبة المنال في الماضي، موضحًا أن مثل هذه الوسائل تخضع دائمًا للنية والاستخدام المشروع.
وبيّن المطلق أن الإسلام لا يقف ضد التقدم العلمي إذا كان في حدود المباح، بل يشجع على تسخير العلم لخدمة الإنسان وتخفيف معاناته، شرط ألا يتعارض ذلك مع مقاصد الشريعة أو يؤدي إلى محرم.
وأشار إلى أن تحديد نوع الجنين من خلال الحقن المجهري لا يُعد تدخّلًا في القدر كما قد يعتقد البعض، لأن الله سبحانه هو الخالق المقدر، والإنسان يستخدم فقط الأسباب التي أتاحها الله له ضمن سننه الكونية.
ولفت إلى أن هذه التقنية تخدم كثيرًا من الأسر التي تواجه ظروفًا خاصة، مثل من أنجبت أبناءً من جنس واحد وترغب في تحقيق نوع من التوازن الأسري بين الذكور والإناث.
كما أوضح أن رغبة بعض الأسر في إنجاب طفل من جنس محدد ليست من قبيل الترف، بل قد تكون في بعض الحالات ضرورة اجتماعية أو نفسية تسهم في استقرار الأسرة.
وأكد أن استخدام هذه التقنيات لا يُقبل إن كان الهدف منه التفاخر أو التمييز بين الجنسين، بل ينبغي أن يكون في إطار الحاجة أو المصلحة المشروعة التي لا تثير الفتنة أو التفرقة.
وأشار إلى أن الإسلام دين يوازن بين الأخذ بالأسباب المادية والتوكل على الله، ولا يمنع من الاستفادة من التطورات الطبية ما دامت تحقق مقاصد الخير وتبتعد عن الضرر.
وذكر أن من النعم الكبيرة التي ينبغي للمجتمع أن يشكر الله عليها هذا التطور الطبي الهائل، الذي مكّن من علاج حالات العقم ومساعدة الأزواج على الإنجاب بعد سنوات من المعاناة.
وأوضح المطلق أن مثل هذه الوسائل إذا خضعت للضوابط الشرعية والرقابة الطبية الموثوقة فإنها تحقق منفعة عامة وتحافظ على القيم الأسرية التي يدعو إليها الإسلام.
وأشار إلى أهمية توعية الأزواج الذين يلجأون إلى هذه العمليات، حتى تكون نيتهم خالصة وصحيحة، ويكون هدفهم مشروعًا ينسجم مع روح الشريعة.
وأضاف أن العلماء والفقهاء في المملكة يتابعون باهتمام تطورات الطب الحديث، ويصدرون الفتاوى التي توازن بين مصالح الناس وأحكام الدين بما يحفظ كرامة الإنسان.
وأوضح أن موقف الشريعة من مثل هذه القضايا ليس جامدًا، بل يتسم بالمرونة التي تراعي المصلحة العامة وتستجيب لمتغيرات الحياة.
وبيّن أن العلماء يعتمدون في مثل هذه الفتاوى على قاعدة "الأصل في الأشياء الإباحة"، ما لم يثبت ضرر أو مفسدة شرعية تستوجب المنع.
وأكد أن الحقن المجهري من النعم التي فتحت باب الأمل لكثير من الأزواج، وأن تحديد الجنس في سياقها يعد استخدامًا مشروعًا لهذه النعمة.
وختم المطلق حديثه بالدعوة إلى شكر الله على ما أنعم به من علم وتقدم، داعيًا الأطباء والعلماء إلى التعاون على الخير وتوظيف العلم لخدمة الإنسان لا للإضرار به.
كما شدد على ضرورة أن يظل الطب في خدمة مقاصد الشريعة، وأن يكون التقدم العلمي وسيلة لتحقيق السعادة الأسرية لا مدخلًا لممارسات غير مشروعة.