أصدر المركز الوطني للأرصاد صباح اليوم تنبيهًا جديدًا حول حالة جوية مؤثرة تشهدها العاصمة المقدسة، حيث رُصدت عوالق ترابية غطت أجزاء واسعة من المدينة وتسببت في انخفاض ملحوظ بمدى الرؤية الأفقية، وسط دعوات للمواطنين والمقيمين إلى توخي الحيطة أثناء التنقل.
إقرأ ايضاً:رابطة الدوري السعودي للمحترفين تكشف عن خطوة استراتيجية لتطوير صحة لاعبي كرة القدم.. تفاصيلالالتزام البيئي يطلق مرحلة جديدة من التعاون مع العُلا.. بنود الاتفاقية تكشف توجه غير مسبوق
وأوضح المركز أن الظاهرة الجوية بدأت في تمام الساعة العاشرة صباحًا، ومن المتوقع أن تستمر حتى الساعة الثالثة عصرًا بمشيئة الله تعالى، مشيرًا إلى أن تأثيرها يختلف من منطقة لأخرى بحسب حركة الرياح ونشاطها السطحي في المناطق المفتوحة والطرق السريعة.
وأشار بيان المركز إلى أن مدى الرؤية الأفقية في بعض أحياء العاصمة المقدسة تراجع إلى ما بين خمسة وثلاثة كيلومترات فقط، وهو ما يُعد تراجعًا كبيرًا مقارنة بالمعدلات المعتادة خلال هذا الوقت من العام الذي يشهد استقرارًا نسبيًا في الأحوال الجوية.
وبيّن خبراء الأرصاد أن العوالق الترابية ناتجة عن نشاط محدود للرياح الشمالية الغربية التي عملت على إثارة الأتربة ونقلها من المناطق المكشوفة، مما أدى إلى انتشارها في الأجواء بشكل كثيف نسبيًا وتأثيرها المباشر على الرؤية في ساعات الصباح.
وأضاف الخبراء أن هذه الظواهر المناخية ليست غريبة على العاصمة المقدسة في موسم الانتقال بين الصيف والخريف، إذ تتكرر حالات الغبار والعوالق في فترات متقاربة نتيجة التغير في درجات الحرارة واختلاف حركة الرياح بين طبقات الجو العليا.
وأكد المركز الوطني للأرصاد أن الحالة الجوية لا تُعد خطيرة، لكنها تستدعي الالتزام بالإرشادات العامة للحفاظ على السلامة، خاصة بالنسبة للفئات الحساسة كمرضى الربو وكبار السن والأطفال، الذين قد يتأثرون بجودة الهواء المنخفضة.
ودعا المركز جميع قائدي المركبات إلى توخي الحذر وتخفيف السرعة أثناء القيادة، خصوصًا في المناطق المكشوفة والطرق السريعة، كما شدد على أهمية استخدام الأنوار المنخفضة لتفادي الحوادث الناتجة عن ضعف الرؤية.
وأشار المركز إلى أنه يتابع الحالة الجوية على مدار الساعة عبر أنظمة الرصد الحديثة وصور الأقمار الصناعية، لضمان دقة المعلومات وسرعة إصدار التنبيهات اللازمة لأي تطورات قد تطرأ خلال الساعات المقبلة.
وأكد أن منظومة الإنذار المبكر التابعة له تعمل بكفاءة عالية ضمن خطة وطنية متكاملة تضمن وصول التحذيرات إلى السكان في الوقت المناسب، وذلك عبر منصاته الرسمية ووسائل الإعلام المختلفة لضمان أقصى درجات الاستعداد.
ورجّح المركز أن تشهد العاصمة المقدسة تحسنًا تدريجيًا في الأحوال الجوية مع ساعات المساء، متوقعًا عودة مدى الرؤية إلى مستوياته الطبيعية خلال فترة وجيزة بعد انحسار تأثير الرياح السطحية.
وأوضح المتحدث الرسمي للمركز أن فريق التنبؤات يقوم بتحديث النشرات الجوية بشكل مستمر، مبينًا أن المعلومات متاحة للجميع عبر الموقع الإلكتروني الرسمي والتطبيقات الذكية التي تتيح معرفة حالة الطقس أولًا بأول.
ولفت إلى أن التعاون بين المركز والجهات الحكومية الأخرى مثل المرور والدفاع المدني يسهم في تعزيز الجاهزية الميدانية وتقليل الآثار السلبية للحالات الجوية غير المستقرة، مؤكدًا أن السلامة العامة أولوية قصوى في مثل هذه الظروف.
وبيّن أن المركز يولي اهتمامًا خاصًا بالعاصمة المقدسة نظرًا لمكانتها الدينية وكثافة الأنشطة فيها على مدار العام، حيث تُعد من أكثر المناطق التي يتم التركيز عليها في المراقبة الجوية الدقيقة والتوقعات الفورية.
وأشار عدد من سكان مكة إلى أنهم لاحظوا منذ ساعات الصباح الأولى طبقة خفيفة من الغبار تغطي السيارات والمباني، فيما وصف بعضهم المشهد بأنه ضباب ترابي خفيف أضفى لونًا باهتًا على الأفق نتيجة تراكم العوالق في الهواء.
وفي الجانب الصحي، نصحت الجهات المختصة بتجنّب الأنشطة الخارجية في فترات الذروة، مع التأكيد على أهمية ارتداء الكمامات الواقية في حال الخروج للضرورة، للمساهمة في الحد من استنشاق الأتربة الدقيقة المنتشرة في الجو.
كما أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن برامج التشجير ومبادرات تخضير مكة المكرمة تُسهم على المدى البعيد في تقليل تكرار مثل هذه الظواهر، من خلال تثبيت التربة وتحسين جودة الهواء بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وشدد المركز الوطني للأرصاد على أهمية وعي الأفراد واستجابتهم الفورية للتنبيهات، معتبرًا أن التعاون المجتمعي عنصر حاسم في تقليل المخاطر الناجمة عن التقلبات المناخية المفاجئة التي قد تشهدها بعض مناطق المملكة.
واختتم المركز بيانه بالتأكيد على أن الحالة الحالية تحت المتابعة المستمرة، وأن أي مستجدات سيتم الإعلان عنها فورًا عبر القنوات الرسمية، داعيًا الجميع إلى متابعة النشرات الدورية وعدم الانسياق خلف الشائعات المتداولة عبر وسائل التواصل.