أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك عن توقعات جديدة تشير إلى نمو ملحوظ في الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري، وسط مؤشرات اقتصادية متباينة في الأسواق الدولية، ما يعكس استمرار أهمية الخام في تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة حول العالم.
 إقرأ ايضاً:أمير المدينة المنورة يُطلق مشروعاً رقمياً فريداً.. وهذه هي الرسالة الخفيةالدفاع المدني يطلق تجربة استثنائية في أنحاء المملكة.. وهذا ما سيسمعه الجميع في نفس اللحظة!
وأوضح الأمين العام للمنظمة هيثم الغيص أن تقديرات أوبك تشير إلى ارتفاع الطلب بنحو 1.3 مليون برميل يوميًا خلال عام 2025، وهو معدل يُعد متوازنًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تشهدها العديد من الدول الكبرى.
وأشار الغيص إلى أن أوبك تواصل مراقبة التطورات في السوق العالمية بدقة، مؤكداً أن المنظمة تعمل على ضمان استقرار الإمدادات وتلبية احتياجات الدول المستهلكة بما يحافظ على توازن الأسواق ويحمي مصالح المنتجين في الوقت ذاته.
وبيّن أن المنظمة تمتلك مرونة عالية في إدارة سياساتها الإنتاجية، حيث يمكنها تعديل مستويات الإنتاج أو تعليق بعض القرارات أو حتى إلغاؤها إذا استدعت الظروف، وذلك للحفاظ على استقرار السوق ومنع حدوث تقلبات حادة في الأسعار.
وأضاف أن القرارات التي تتخذها أوبك تعتمد على معطيات واقعية ودراسات دقيقة للأسواق، مشيراً إلى أن التنسيق المستمر بين الدول الأعضاء يضمن استجابة سريعة لأي تطورات مفاجئة قد تؤثر في حركة الطلب أو العرض.
وأكد الغيص أن مؤشرات الطلب العالمية ما تزال إيجابية رغم الضغوط الاقتصادية، موضحًا أن استمرار النشاط الصناعي والانتعاش في قطاعات النقل والسفر يسهمان في دعم استقرار الاستهلاك العالمي للنفط الخام.
كما أشار إلى أن بعض المناطق مثل آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا تشهد ارتفاعًا متزايدًا في الطلب على الطاقة، مدفوعًا بالنمو السكاني وتوسع المشاريع التنموية، ما يخلق فرصًا جديدة أمام المنتجين لتوسيع استثماراتهم في مجال الطاقة.
وأفاد أن أوبك تتعامل مع التحولات الاقتصادية العالمية بمرونة وحذر، خصوصًا في ظل التوجهات المتزايدة نحو الطاقة المتجددة، مؤكداً أن النفط سيبقى عنصرًا أساسياً في مزيج الطاقة العالمي لعقود مقبلة.
وأوضح أن المنظمة لا تنظر إلى الطاقة المتجددة كمنافس بقدر ما تعتبرها مكملًا مهمًا للنظام الطاقي العالمي، وأن الهدف المشترك يتمثل في تحقيق مزيج طاقة متوازن يضمن الاستدامة والنمو الاقتصادي في الوقت نفسه.
وبيّن الغيص أن أوبك تتابع عن كثب سياسات الدول الصناعية الكبرى المتعلقة بالتحول الطاقي، إذ إن أي تغييرات جذرية في تلك السياسات قد تنعكس بشكل مباشر على مستويات الطلب في الأسواق العالمية.
وأضاف أن الحفاظ على استقرار الأسعار يعد من أبرز أولويات المنظمة، لأن التقلبات المفاجئة تؤثر على ميزانيات الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء، وتحد من قدرة الأسواق على التخطيط السليم للمستقبل.
وأكد أن التعاون بين أوبك والدول من خارجها، وفي مقدمتها روسيا ضمن تحالف أوبك بلس، أثبت فعاليته في ضبط الأسواق خلال السنوات الأخيرة، ما جعل من التحالف ركيزة أساسية في تحقيق التوازن العالمي في قطاع الطاقة.
وأشار إلى أن التنسيق المستمر بين الدول المنتجة أسهم في تجاوز فترات صعبة شهدت انخفاضات حادة في الأسعار، مؤكداً أن هذا التعاون سيستمر كنهج استراتيجي لضمان الاستقرار على المدى الطويل.
وأوضح الغيص أن أوبك ستواصل ضخ كميات إضافية إلى الأسواق متى ما استدعت الحاجة، خاصة في حال حدوث نقص في الإمدادات أو زيادة غير متوقعة في الاستهلاك العالمي، مشيرًا إلى أن المنظمة تضع مصلحة السوق فوق أي اعتبارات أخرى.
وبيّن أن استقرار السوق النفطية يعتمد على الالتزام بسياسات إنتاج واقعية تتناسب مع حجم الطلب الفعلي، وأن أي مبالغة في التوسع أو التقليص قد تخلق اختلالات يصعب معالجتها لاحقًا، وهو ما تتجنبه أوبك عبر المراقبة الدقيقة للبيانات.
وأكد أن المنظمة تتابع أيضًا تأثيرات الأوضاع الجيوسياسية على حركة الإمدادات، لافتًا إلى أن بعض مناطق الإنتاج حول العالم تشهد اضطرابات متكررة قد تؤثر على مستويات التصدير، ما يستدعي استعدادًا دائمًا للتعامل مع مختلف السيناريوهات.
وشدد الغيص على أن توقعات النمو الحالية تمنح الأسواق ثقة في استمرار الطلب، خصوصًا أن استهلاك النفط لم يتراجع كما كان متوقعًا في ظل التحول نحو البدائل، بل حافظ على مكانته كمصدر طاقة رئيسي يدعم الاقتصادات العالمية.
وفي ختام حديثه، أعرب الأمين العام لأوبك عن تفاؤله بمستقبل سوق النفط خلال العام الجاري، مؤكدًا أن المنظمة ستواصل العمل لضمان توازن السوق وتلبية الطلب العالمي بطريقة مستقرة وشفافة تعزز النمو الاقتصادي العالمي.