محمية الملك سلمان
"هيئة محمية الملك سلمان" تزرع 3000 شتلة في مبادرة لافتة!
كتب بواسطة: افتكار غالب |

في إطار جهودها المستمرة لحماية البيئة وتعزيز الغطاء النباتي في المملكة، أطلقت هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبدالعزيز الملكية مبادرة جديدة لزراعة أكثر من 3000 شتلة في مشتل المحمية بمنطقة الجوف، في خطوة تعكس التزامها العملي بتحقيق التنمية البيئية المستدامة.
إقرأ ايضاً:"نادي النصر" يواجه غوا الهندي اليوم.. مفاجأة غياب رونالدو تثير التساؤلات!مختص يحذر المرضى.. هذا الاستخدام الشائع لـ"شات جي بي تي" قد يضللك تمامًا!

وجاءت المبادرة بالتعاون مع إمارة منطقة الجوف وأمانة المنطقة وإدارة التعليم، حيث توحدت الجهود بين الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية لخدمة هدف وطني مشترك يتمثل في بناء مستقبلٍ أخضرٍ للأجيال القادمة.

وحملت الحملة رسالة بيئية وإنسانية عميقة، إذ شهدت مشاركة واسعة من متطوعين ومتطوعات من طلاب مدارس المنطقة، ليغرسوا بأيديهم شتلات الأمل في تربة الوطن، في مشهد يجسد روح الانتماء والمسؤولية البيئية.

وتندرج هذه المبادرة ضمن موسم التشجير الوطني الذي أُطلق تحت شعار "يد تغرس وأرض تزدهر"، وهو شعار يعبر عن الشراكة الفاعلة بين المواطن والبيئة في رحلة الاستدامة الخضراء التي تنتهجها المملكة.

وأكدت الهيئة أن الحملة ليست مجرد نشاط رمزي، بل جزء من استراتيجية بيئية طويلة الأمد تهدف إلى تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في شمال المملكة، حيث تشكل محمية الملك سلمان إحدى أكبر المناطق الطبيعية في الشرق الأوسط.

ويُعد مشتل المحمية من المكونات الرئيسة في منظومة الاستصلاح البيئي بالمنطقة، إذ ينتج سنويًا آلاف الشتلات المحلية التي تسهم في إعادة التوازن البيئي وتحسين جودة الهواء والتربة.

كما أشارت الهيئة إلى أن إشراك الطلاب في المبادرة يعزز مفهوم المواطنة البيئية، ويرسخ في نفوسهم أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية بوصفها ثروة وطنية لا تقدر بثمن.

ويأتي هذا المشروع امتدادًا لجهود الهيئة التي نجحت خلال السنوات الماضية في زراعة قرابة 4 ملايين شتلة داخل حدود المحمية وخارجها، مما ساهم في استعادة مساحات واسعة من الأراضي المتدهورة.

وشملت أعمال التأهيل البيئي أيضًا إعادة إحياء أكثر من 750 ألف هكتار من الأراضي التي تضررت بفعل الرعي الجائر والتغيرات المناخية، لتتحول تدريجيًا إلى موائل خضراء غنية بالتنوع النباتي والحيواني.

وتعمل الهيئة ضمن منظومة وطنية طموحة تتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع حماية البيئة وتنمية الغطاء النباتي في مقدمة أولوياتها البيئية والتنموية.

وتحرص الهيئة على توظيف أحدث التقنيات في مراقبة نمو الشتلات ورصد مؤشرات التعافي البيئي، بما في ذلك استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد والطائرات المسيّرة لمتابعة مراحل الزراعة بدقة عالية.

كما تركز برامجها على إشراك المجتمع المحلي في جميع مراحل المبادرات البيئية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن حماية الطبيعة مسؤولية جماعية تتجاوز حدود المؤسسات.

وتمثل محمية الملك سلمان اليوم نموذجًا وطنيًا رائدًا في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، بفضل مشروعاتها الواسعة في مجالات الزراعة البيئية والرعي المستدام واستعادة النظم البيئية.

وتسعى الهيئة من خلال هذه الجهود إلى تحويل منطقة الجوف إلى وجهة خضراء مزدهرة تحتضن الحياة البرية والنباتية، بما ينسجم مع مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وتؤكد هذه الحملة أن الاستدامة لم تعد خيارًا بل ضرورة وطنية، وأن غرس شتلة اليوم يعني صناعة بيئة أفضل وغدٍ أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.

ومن المتوقع أن تمتد آثار هذه المبادرة لتشمل تعزيز الوعي البيئي بين فئات المجتمع كافة، وتحفيز المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص على تنفيذ مبادرات مماثلة في مختلف مناطق المملكة.

وبهذا الإنجاز، تواصل هيئة تطوير محمية الملك سلمان دورها الريادي في دعم منظومة العمل البيئي في المملكة، مكرسة رؤيتها نحو بيئة أكثر استدامة وتنوعًا.

وتظل زراعة الشتلات الثلاثة آلاف رمزًا بسيطًا لكنه عميق الدلالة، يعكس رحلة وطن بأكمله نحو مستقبل أخضر تزدهر فيه الأرض وتتنفس الطبيعة من جديد.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار