استضافت المملكة العربية السعودية ممثلة بالمركز الوطني للتعليم الإلكتروني الاجتماع الرابع والعشرين للجنة مسؤولي التعليم الإلكتروني بدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بحضور مدير إدارة التعليم بمجلس التعاون ومشاركة واسعة من عمداء ومسؤولي التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي بدول الخليج، إلى جانب نخبة من الخبراء في مجالات التعليم الرقمي والذكاء الاصطناعي.
إقرأ ايضاً:"وزارة السياحة السعودية" تفاجئ العالم بحدث أممي غير مسبوق في قلب الرياض"أمير القصيم" يحسم الجدل ويغلق مركزًا ترفيهيًا بعد تجاوز خطير للذوق العام
يأتي هذا الاجتماع ضمن جهود المملكة والدول الخليجية لتعزيز التكامل والتعاون المشترك في تطوير التعليم الإلكتروني وتبادل الخبرات في مجالات التحول الرقمي، إلى جانب مناقشة أحدث الممارسات في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة التعليم، بما يسهم في بناء منظومات تعليمية حديثة تتماشى مع متطلبات المستقبل وتدعم استراتيجيات التنمية في المنطقة.
وشهدت الجلسات مناقشة محاور متعددة تناولت الاتجاهات الإستراتيجية للذكاء الاصطناعي، وأساليب الحوكمة في بيئات التعليم الرقمي، إضافة إلى عرض تطبيقات عملية ناجحة تم تنفيذها في عدد من المؤسسات التعليمية السعودية والخليجية، والتي ساهمت في رفع جودة المخرجات التعليمية وتحسين تجربة التعلم لدى الطلبة.
كما استعرض المشاركون أبرز التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم الإلكتروني في دول المجلس، خاصة ما يتعلق بتأمين البيانات وضمان الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة، مؤكدين على ضرورة وضع أطر تنظيمية وسياسات واضحة تضمن الاستفادة من التقنيات دون الإخلال بالجوانب الأخلاقية أو القانونية المرتبطة بها.
وتطرقت النقاشات كذلك إلى أهمية الاستفادة من التطور السريع في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته في تصميم المحتوى التعليمي، وتحليل سلوك المتعلمين، وتخصيص التجارب التعليمية بما يتناسب مع احتياجات كل طالب، في خطوة تهدف إلى بناء منظومة تعليمية أكثر مرونة وكفاءة على مستوى دول الخليج كافة.
وأعرب مسؤولو التعليم الإلكتروني عن تقديرهم للدور الذي يقوم به المركز الوطني للتعليم الإلكتروني في السعودية لدعم جهود التحول الرقمي في التعليم، مؤكدين أن ما تحقق في المملكة خلال السنوات الأخيرة يعد نموذجًا يحتذى به في المنطقة من حيث البنية التحتية الرقمية المتقدمة والسياسات الداعمة لتقنيات التعليم.
وفي ختام الاجتماع، أقرت اللجنة عددًا من التوصيات الإستراتيجية الهادفة إلى تعزيز التعاون الخليجي في هذا المجال، كان أبرزها اعتماد التوجهات المقترحة من المركز الوطني للتعليم الإلكتروني حول الذكاء الاصطناعي واعتبارها نموذجًا مرجعيًا يمكن مواءمته مع استراتيجيات كل دولة، لضمان تكامل الجهود بين مؤسسات التعليم في دول المجلس.
كما تضمنت التوصيات اقتراح تطوير نموذج لغوي خليجي موحد تحت اسم "Gulf LLM" يسهم في تمكين أنظمة التعليم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول الخليج، ويمثل خطوة نوعية نحو استقلالية لغوية وتقنية خليجية تدعم بناء محتوى عربي رقمي متميز ومتكامل.
وأكد المشاركون على أن هذا المشروع الطموح سيسهم في تعزيز حضور اللغة العربية في تقنيات الذكاء الاصطناعي ويمنح دول المجلس الريادة في تطوير أنظمة تعليم ذكية تعكس خصوصيتها الثقافية واللغوية، مؤكدين أهمية استمرار العمل المشترك لمواكبة التطورات العالمية المتسارعة في مجالات التعليم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي.