أطلقت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مبادرة نوعية جديدة تستهدف تطوير القدرات الوطنية في مجال إدارة الأزمات واستمرارية الأعمال، وذلك في خطوة تعكس التزامها بتعزيز جاهزية القطاع التقني واستدامة أنشطته ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030.
إقرأ ايضاً:"وزارة الداخلية" تُنفّذ حكماً حاسماً بحق مواطن.. وهذه تفاصيل الجرائم التي هزّت المملكة!"المركز الوطني وقاء" يعلن إنجازاً تاريخياً.. منظمة دولية تعترف بخلو المملكة من مرضٍ خطير!
ويأتي البرنامج تحت مسمى "استمرارية الأعمال وإدارة المخاطر والأزمات في القطاع التقني"، بإشراف الأكاديمية السعودية الرقمية، ليكون أحد الركائز الأساسية في مبادرات "مهارات المستقبل" التي أطلقتها الوزارة خلال السنوات الأخيرة.
ويهدف البرنامج إلى إعداد كوادر وطنية تمتلك المهارات المتقدمة للتعامل مع التحديات المفاجئة في بيئة العمل الرقمية، من خلال بناء ثقافة مؤسسية قادرة على إدارة المخاطر وضمان استمرارية الخدمات التقنية الحيوية.
كما يركّز البرنامج على تمكين المتدربين من استخدام الحلول الرقمية الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار أثناء الأزمات، بما يساهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية وسرعة الاستجابة في المواقف الطارئة.
وأوضحت الوزارة أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهودها المتواصلة لرفع جاهزية المؤسسات التقنية في المملكة لمواجهة أي طارئ قد يؤثر على استمرارية الخدمات أو أمن البيانات أو كفاءة البنية التحتية الرقمية.
ويتضمن البرنامج محاور تدريبية متقدمة تجمع بين الجانب النظري والتطبيق العملي، حيث سيتعلم المشاركون كيفية بناء خطط الاستجابة السريعة، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، ووضع استراتيجيات للتعافي بعد الأزمات.
ويركّز محتوى البرنامج كذلك على أفضل الممارسات العالمية في إدارة المخاطر، مع تكييفها لتتناسب مع البيئة التقنية السعودية التي تشهد تحولًا رقميًا متسارعًا على المستويين الحكومي والخاص.
ومن المقرر أن يُعقد البرنامج حضوريًا بمقر الأكاديمية السعودية الرقمية في الرياض خلال الفترة من الثاني إلى الرابع من نوفمبر 2025، على مدى ثلاثة أيام تدريبية مكثفة تتضمن محاضرات، وورش عمل، وتطبيقات عملية واقعية.
ويأتي هذا البرنامج ضمن سلسلة من المبادرات التي أطلقتها وزارة الاتصالات بهدف تمكين الشباب السعودي من امتلاك المهارات المستقبلية التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل الرقمي.
وأكدت الأكاديمية السعودية الرقمية أن البرنامج صُمم بعناية ليلبي احتياجات القطاعات التقنية المختلفة، خاصة في مجالات إدارة الأنظمة الحساسة واستمرارية الخدمات الرقمية في المؤسسات الكبرى.
كما أوضحت أن التسجيل متاح لجميع المهتمين عبر موقع الأكاديمية الرسمي، داعية الكفاءات الوطنية إلى المبادرة بالتسجيل للاستفادة من الفرص التدريبية النوعية التي يقدمها البرنامج.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا النوع من البرامج يعزز الأمن الرقمي الوطني من خلال رفع مستوى الجاهزية لدى المختصين، ويُسهم في الحد من تأثير الأزمات التقنية على القطاعات الحيوية.
ويأتي هذا التوجه متسقًا مع أهداف رؤية 2030 في بناء اقتصاد رقمي متين يعتمد على الابتكار والاستدامة، ويحفّز الكفاءات الوطنية على الإبداع في مجالات التقنية المتقدمة.
كما تسعى الوزارة من خلال البرنامج إلى نقل أفضل الخبرات العالمية في مجال إدارة الكوارث الرقمية، وتطبيقها في البيئة السعودية بما يتوافق مع خصوصية السوق المحلي ومتطلباته.
ويرى خبراء التقنية أن هذا النوع من المبادرات يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في مجالات الأمن السيبراني وإدارة المخاطر الرقمية.
وأكدوا أن وجود كفاءات سعودية مؤهلة في هذا المجال سيُسهم في بناء بيئة رقمية أكثر استقرارًا، ويزيد من ثقة المستثمرين في القطاع التقني المحلي.
كما أن الاستثمار في برامج استمرارية الأعمال يعكس توجهًا وطنيًا نحو حماية البنية التحتية الرقمية التي تمثل أساسًا للتحول الرقمي والاقتصاد المعرفي في المملكة.
وفي ختام البيان، أكدت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن أبواب الأكاديمية مفتوحة أمام جميع المهتمين، مشيرة إلى أن التفاصيل الكاملة متاحة عبر موقع الأكاديمية على الرابط المخصص لذلك، وداعية الجميع للمشاركة في بناء مستقبل رقمي آمن ومستدام للمملكة.