أوضح استشاري الجهاز الهضمي الدكتور عبدالله الذيابي أن نقص الحديد في الجسم لا يرتبط فقط بسوء التغذية كما يعتقد البعض، بل قد يكون نتيجة مباشرة لعدد من المشكلات الصحية داخل الجهاز الهضمي تؤثر في امتصاص الحديد أو تؤدي إلى فقدانه تدريجيًا.
 إقرأ ايضاً:"الإدارة العامة للمرور" تطلق تحذيرًا عاجلًا.. هذا ما حدث لمركبات انتَهكت حقوق ذوي الإعاقة!"نادي الصقور السعودي" يفاجئ الجميع.. صفقة غير مسبوقة تهز مزاد 2025!
وأضاف الدكتور الذيابي عبر حسابه على منصة «إكس» أن هذه المشكلات الخمس تستدعي انتباهًا طبيًا خاصًا لأنها تُضعف قدرة الجسم على تكوين الهيموغلوبين، وهو العنصر الأساسي لنقل الأكسجين عبر الدم.
وبيّن أن أولى هذه المشكلات تتمثل في عمليات قص المعدة، وهي من الجراحات الشائعة لعلاج السمنة، لكنها تقلل مساحة الامتصاص وتؤثر على كفاءة امتصاص الحديد والعناصر الغذائية الأخرى.
أما المشكلة الثانية فهي أمراض الأمعاء المزمنة مثل حساسية القمح أو ما يعرف بالداء البطني، إذ يؤدي الالتهاب المزمن في بطانة الأمعاء إلى ضعف الامتصاص الغذائي ونقص الحديد على المدى الطويل.
وأوضح أن المشكلة الثالثة تتمثل في قص الأمعاء أو تحويل المسار، حيث تقل المسافة التي يمر بها الطعام في الجهاز الهضمي، ما يقلل امتصاص المعادن الأساسية بما فيها الحديد.
وأشار الذيابي إلى أن نزيف الجهاز الهضمي يُعد من أكثر الأسباب المباشرة لفقدان الحديد، إذ يؤدي فقدان الدم المستمر إلى استنزاف مخزون الحديد داخل الجسم حتى مع التغذية الجيدة.
وأضاف أن النزيف قد يحدث نتيجة قرحة المعدة أو القولون أو بسبب البواسير المزمنة، ما يستوجب التشخيص المبكر والعلاج الفوري لتفادي فقر الدم الحاد.
وبيّن أن بعض أنواع الديدان المعوية تمثل السبب الخامس في القائمة، إذ تمتص الحديد بشكل مباشر من الغذاء المهضوم داخل الأمعاء، مسببةً نقصًا تدريجيًا دون أن يلاحظ المصاب ذلك في البداية.
وأكد أن هذه الديدان، مثل الدودة الخطافية، تنتشر في البيئات الحارة والرطبة وتُعد من المشكلات الصحية المهملة رغم تأثيرها الكبير على تغذية الجسم.
وأشار إلى أن أعراض نقص الحديد الناتجة عن هذه الحالات قد تشمل الشعور بالتعب الدائم، وشحوب البشرة، وضعف التركيز، وتساقط الشعر، وضيق التنفس حتى مع الجهد البسيط.
وشدد الذيابي على أهمية إجراء التحاليل الدورية لمستويات الحديد والهيموغلوبين، خاصة لمن خضعوا لجراحات الجهاز الهضمي أو يعانون من أمراض مزمنة في الأمعاء.
كما نصح بضرورة مراجعة الطبيب قبل تناول مكملات الحديد، إذ إن بعض الحالات تتطلب علاج السبب الجذري أولًا وليس فقط تعويض النقص بالمكملات.
وأضاف أن الاعتماد على النظام الغذائي وحده قد لا يكون كافيًا في بعض الحالات، لأن الامتصاص يصبح ضعيفًا حتى مع تناول الأطعمة الغنية بالحديد.
وأوضح أن اللحوم الحمراء، والكبدة، والسبانخ، والبقوليات، من أبرز المصادر الغذائية للحديد، إلا أن فعاليتها تعتمد على سلامة الجهاز الهضمي.
كما دعا إلى تناول فيتامين C مع الوجبات لزيادة امتصاص الحديد، وتجنب شرب الشاي والقهوة بعد الأكل مباشرة لأنها تقلل الامتصاص.
وأشار إلى أن الوقاية تبدأ من الوعي، إذ إن اكتشاف هذه المشكلات في مراحلها المبكرة يقلل من خطر فقر الدم المزمن ويحسن جودة الحياة.
وختم الدكتور الذيابي حديثه بالتأكيد على أن نقص الحديد ليس عرضًا بسيطًا، بل إشارة إلى خلل أعمق داخل الجهاز الهضمي يجب التعامل معه بجدية طبية ومتابعة دقيقة.
 
                 
                             
                             
                             
                             
                            