أوضح تجمع المدينة المنورة الصحي في بيان توعوي أن التدخين يظل السبب الرئيس وراء أغلب حالات الوفاة الناتجة عن سرطان الرئة، مؤكدًا أن تسعة من كل عشرة وفيات بهذا المرض الخطير ترتبط مباشرة بتدخين السجائر.
إقرأ ايضاً:"تجمع المدينة المنورة الصحي" يوضح "أول إنذار" يرسله الجسم قبل اكتشاف ورم الدماغ!"مجلس القضاء الإداري" يكشف السر وراء التحول الرقمي.. نظام المحكمة الذكية يدخل مرحلة الحسم
وأشار التجمع إلى أن التدخين لا يؤذي المدخن فقط، بل يمتد ضرره إلى المحيطين به، إذ أوضحت الإحصاءات أن غير المدخنين الذين يتعرضون للتدخين القسري في المنزل أو مكان العمل تزيد لديهم احتمالية الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تتراوح بين 20% و30%.
ولفت التجمع إلى أن سرطان الرئة يُعد من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا حول العالم، موضحًا أن تأثيره لا يقتصر على الرجال فحسب، بل بات من الأسباب الرئيسة لوفيات النساء أيضًا.
وبيّن أن عدد الوفيات بين النساء بسبب سرطان الرئة يفوق عدد الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي سنويًا، وهو ما يعكس حجم الخطر المتزايد لهذا المرض بين الجنسين على حد سواء.
وأضاف أن خطورة المرض تكمن في كونه غالبًا لا يُكتشف إلا في مراحله المتقدمة، حيث تكون الأعراض في البداية خفيفة أو غير واضحة، مما يجعل التشخيص المبكر صعبًا للغاية.
وأكد التجمع أن الكشف المبكر يمثل خط الدفاع الأول ضد سرطان الرئة، إذ يسهم في تحسين فرص العلاج وزيادة معدلات النجاة بشكل كبير عند اكتشاف الورم في مراحله الأولى.
ودعا الأفراد إلى الإقلاع عن التدخين فورًا باعتباره الخطوة الأهم لحماية الرئتين وتقليل خطر الإصابة، مشيرًا إلى أن التوقف عن التدخين يُعيد تدريجيًا قدرة الجسم على إصلاح الأضرار التي سببتها المواد السامة.
وأوضح أن التدخين السلبي يشكل خطرًا متساويًا على الأطفال وكبار السن والحوامل، ما يجعل منع التدخين في الأماكن المغلقة ضرورة لحماية المجتمع بأسره.
كما شدد على أن دور الأسرة أساسي في التوعية بمخاطر التدخين، سواء بتشجيع أفرادها على ترك السجائر أو بتجنب تعريض الآخرين للدخان.
وأشار التجمع إلى أن بعض الدراسات الحديثة أظهرت أن التعرض الطويل للتلوث الهوائي وعوادم السيارات قد يكون أيضًا من العوامل المساهمة في زيادة احتمالات الإصابة بالمرض.
ولفت إلى أن اتباع نمط حياة صحي، يشمل التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام، يساعد على تعزيز مناعة الجسم وتقليل قابلية الخلايا للتأثر بالعوامل المسرطنة.
وأكد أن التثقيف الصحي والإعلام التوعوي يمثلان خط الدفاع المجتمعي الأوسع، إذ يسهمان في نشر الوعي بأعراض المرض وطرق الوقاية منه.
وأشار إلى أن الأعراض الشائعة لسرطان الرئة تشمل السعال المزمن، وصعوبة التنفس، ونقص الوزن غير المبرر، ووجود دم في البلغم، وهي مؤشرات يجب عدم تجاهلها.
وأوضح أن مراجعة الطبيب فور ملاحظة أي من هذه الأعراض تتيح إجراء الفحوص اللازمة للكشف المبكر وتحديد العلاج المناسب في الوقت المناسب.
وبيّن أن وزارة الصحة تعمل ضمن رؤيتها للقطاع الصحي على تعزيز الوقاية من الأمراض المزمنة، ومن بينها السرطان، من خلال حملات وطنية وبرامج إقلاع عن التدخين.
وأشار إلى أن الجهود الصحية في المدينة المنورة تتكامل مع مبادرات المملكة ضمن رؤية 2030، التي تضع جودة الحياة والصحة العامة ضمن أولوياتها الإستراتيجية.
وأضاف أن التجمع الصحي يواصل تنفيذ برامج فحص وتوعية دورية في المستشفيات والمراكز الصحية لتعزيز الوعي بخطورة التدخين وأثره على المجتمع.
وختم بالتأكيد على أن القضاء على التدخين يمثل استثمارًا في صحة الأجيال القادمة، وأن حماية الرئة تبدأ بقرار شخصي شجاع للتوقف عن التدخين والالتزام بأسلوب حياة صحي ومستدام.