تحوّل تطبيق «توكلنا» إلى نموذج وطني لنجاح التحول الرقمي في السعودية، بعدما بدأ خلال جائحة كورونا كأداة لإدارة التصاريح الصحية، ثم تطور لاحقًا ليصبح منصة رقمية متكاملة تقدم آلاف الخدمات الحكومية في منصة واحدة، في انعكاس مباشر لرؤية المملكة في توظيف التقنية لخدمة الإنسان والمجتمع.
إقرأ ايضاً:"دوري روشن" يشتعل قبل الجولة الثامنة.. و"الهلال" و"النصر" في سباق لا يعرف الرحمة!"لابورت" يعترف: ما حدث داخل "النصر السعودي" لم يكن طبيعيًا.. وهذه هي الأسباب الخفية!
خلال ملتقى الحكومة الرقمية، أكد مدير مركز المعلومات الوطني الدكتور عصام الوقيت أن «توكلنا» لم يعد مجرد تطبيق، بل منظومة وطنية رقمية تشمل مختلف القطاعات، وتربط المواطن والمقيم والزائر بخدمات الدولة الإلكترونية بطريقة ميسّرة وفعالة.
وأشار الوقيت إلى أن نجاح «توكلنا» يعود إلى تكامل الجهود بين الجهات الحكومية والتقنية، التي مكنت من تحويل فكرة بسيطة إلى منصة شاملة، مضيفًا أن التجربة باتت مرجعًا في كيفية بناء خدمات رقمية قائمة على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.
وأوضح أن النسخة المطورة «توكلنا 2.0» تمثل قفزة نوعية، إذ تتضمن أكثر من 1100 خدمة رقمية تغطي مجالات متعددة من الحياة اليومية، كالصحة والتعليم والمرور والسفر وغيرها، ما يجعل التطبيق جزءًا لا يتجزأ من التجربة الرقمية للمواطن السعودي.
وبيّن أن التطبيق وصل إلى أكثر من 34 مليون مستخدم، وهو رقم يعكس الثقة الكبيرة في المنصة، خاصة مع تجاوز عدد المعاملات اليومية 65 مليون عملية، وتسجيل رقم قياسي بلغ 200 مليون عملية خلال إحدى الحملات الإعلامية.
وأضاف الوقيت أن هذه الأرقام الضخمة ليست مجرد مؤشرات استخدام، بل تمثل تحولًا فعليًا في نمط حياة المجتمع، حيث أصبحت الخدمات الحكومية في متناول الجميع بضغطة زر واحدة، مما يسهم في تقليل الإجراءات الورقية وتسريع المعاملات.
وكشف عن أن الخطة المستقبلية تستهدف أن تصبح جميع الخدمات الإلكترونية الحكومية متاحة في تطبيق «توكلنا» قبل نهاية عام 2026، بحيث يكون التطبيق هو الواجهة الموحدة للتعامل مع مختلف الجهات الرسمية.
وأشار إلى أن هذه الرؤية تتماشى مع أهداف التحول الرقمي الوطني، الذي تسعى من خلاله المملكة إلى بناء اقتصاد رقمي متكامل، وتعزيز كفاءة الخدمات العامة بالاعتماد على التقنيات الحديثة.
وفي خطوة تعكس هذا التوجه، أعلن الوقيت عن قرب إطلاق خدمة جديدة ضمن التطبيق تحت اسم «شامل»، وهي خدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تمكّن المستخدمين من التفاعل مع بياناتهم عبر المحادثة الصوتية باللهجة العامية.
وأوضح أن «شامل» سيسمح للمستخدمين بالتحدث مع النظام بأسلوب طبيعي وسلس، لطرح أسئلة مثل «وش مخالفاتي؟» أو «كم باقي على انتهاء الجواز؟»، ليحصلوا على إجابات فورية ودقيقة.
وأكد أن هذه الميزة تمثل نقلة نوعية في تجربة المستخدم، حيث تدمج الذكاء الاصطناعي اللغوي بالهوية المحلية، مما يجعل الخدمات الحكومية أكثر قربًا وسهولة في التعامل.
وبيّن أن الاعتماد على اللهجة العامية السعودية يعزز من قابلية الاستخدام بين مختلف شرائح المجتمع، ويجعل التقنية أكثر إنسانية وتفاعلاً مع المستخدمين، خاصة من الفئات غير المتمرسة على التعامل مع التطبيقات الرسمية.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي في «توكلنا» لا يقتصر على اللغة فحسب، بل يشمل تحليل البيانات لتقديم خدمات استباقية، مثل تنبيه المستخدم بانتهاء وثيقة أو اقتراح خدمة يحتاجها بناءً على سلوكه الرقمي.
وأشار إلى أن مركز المعلومات الوطني يواصل تطوير بنية تحتية رقمية آمنة وموحدة تدعم هذا التحول، بالتعاون مع هيئة الحكومة الرقمية والجهات المعنية لضمان موثوقية الخدمات واستدامتها.
وشدد على أن التكامل بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي يشكل حجر الأساس في تطوير التطبيقات الوطنية، إذ يضمن حماية بيانات المستخدمين من جهة، وتقديم خدمات ذكية ومتطورة من جهة أخرى.
وأكد الوقيت أن ما يميز التجربة السعودية في «توكلنا» هو المزج بين التقنية والهوية، بحيث يشعر المستخدم أن التطبيق يفهمه ويتفاعل معه بلغته، وهو ما يعزز الولاء الرقمي والثقة في المنظومة الحكومية.
واختتم بالإشارة إلى أن «توكلنا» لم يعد مجرد مشروع تقني، بل أصبح رمزًا للتحول الرقمي الوطني، ودليلًا على قدرة الكوادر السعودية على قيادة ثورة الذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع.