دشَّن الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، أمير منطقة الجوف، فعاليات مهرجان "قريات الملح" السنوي في نسخته الأولى، وسط حضور رسمي وجماهيري لافت، وذلك في المركز الحضاري بمحافظة القريات، حيث تنظمه بلدية القريات ليكون أحد أبرز الفعاليات السياحية والثقافية في المنطقة.
إقرأ ايضاً:بعد الفوز على "النصر".. "كونسيساو" يطالب نجوم "الاتحاد" بخطوة غير متوقعة!"رئيس الغذاء والدواء" يعلن عن مشروع ذكي يغيّر قواعد إدارة الأدوية في المملكة!
واستقبل الأمير لدى وصوله مقر الحفل وكيل إمارة الجوف حسين بن محمد آل سلطان، ومحافظ القريات الدكتور طلال بن مشل التمياط، وعدد من مسؤولي المنطقة، في أجواء احتفالية تعبّر عن الفخر بالتراث المحلي.
وجاءت انطلاقة المهرجان لتسليط الضوء على أحد أقدم موارد القريات الطبيعية، وهو الملح الذي شكّل عبر التاريخ ركيزةً أساسية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكان المنطقة.
وفي كلمته خلال الحفل، ثمّن أمين منطقة الجوف المهندس عاطف بن محمد الشرعان الدعم الكبير الذي يحظى به القطاع البلدي من القيادة الرشيدة، مؤكدًا أن هذا الدعم أسهم في إطلاق مشاريع نوعية تعزز التنمية المحلية وتبرز هوية المنطقة.
وشهدت الفعالية عروضًا فنية وثقافية تنوعت بين القصائد الشعرية وفنون "الدحة" والعرضة السعودية، في مشهد يعكس الثراء الثقافي والهوية الوطنية المتجذرة في نفوس أبناء الجوف.
كما قُدم أوبريت فني تضمن لوحات تعبّر عن الموروث الشعبي لمحافظة القريات، مستعرضًا محطات تاريخية ارتبطت بمناجم الملح التي كانت مصدر رزق رئيس للسكان منذ مئات السنين.
بعدها تجول الأمير فيصل بن نواف في معرض منتجات الملح المصاحب للمهرجان، واطلع على أركانه المتنوعة التي توثق مراحل استخراج الملح وتطوره من الحرف اليدوية إلى التقنيات الحديثة.
وأشاد سموه بما شاهده من جهود توثيقية وإبداعية تبرز تاريخ القريات العريق ودورها في تجارة الملح، مشيرًا إلى أهمية استثمار هذا المورد الطبيعي في دعم السياحة الاقتصادية.
كما وقف سموه على ابتكارات المشاركين في تطوير منتجات الملح، سواء في مجالات التجميل أو الطهي أو الصناعات الحرفية، ما يعكس تنوع الاستخدامات الحديثة لهذا المورد المحلي.
وأوضح رئيس بلدية القريات المهندس جمال بن عبدالدايم البلوي أن المهرجان سيستمر لمدة عشرة أيام، متضمنًا فعاليات متنوعة تجمع بين الترفيه والتثقيف والمعرفة.
وأشار البلوي إلى أن المهرجان يقام في مناطق متعددة داخل المحافظة، ويتيح للزوار تجربة شراء منتجات الملح المحلية والتعرف على طرق إنتاجها التقليدية والمعاصرة.
ويهدف المهرجان، بحسب المنظمين، إلى تعزيز مكانة القريات كوجهة سياحية وثقافية، وإبراز ثروتها الطبيعية التي كانت تُعرف قديمًا باسم "الذهب الأبيض".
ويأتي تنظيم هذه الفعالية ضمن جهود أمانة منطقة الجوف لتنمية الاقتصاد المحلي، وتشجيع الحرفيين والمستثمرين على تطوير منتجات ترتبط بالهوية المكانية.
كما يسهم المهرجان في دعم الأسر المنتجة وتمكينها من تسويق منتجاتها، إلى جانب توفير فرص عمل مؤقتة للشباب والفتيات خلال فترة الفعاليات.
ويُتوقع أن يستقطب "قريات الملح" آلاف الزوار من داخل المملكة وخارجها، خاصة مع ما يشهده من تنوع في الأنشطة الثقافية والترفيهية.
ويُعد هذا الحدث امتدادًا لاستراتيجية منطقة الجوف في تطوير المهرجانات النوعية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتُسهم في تعزيز جودة الحياة ضمن مستهدفات رؤية 2030.
كما يمثل المهرجان نموذجًا للتكامل بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي في دعم التنمية السياحية والثقافية بالمنطقة.
واختُتم الحفل بتكريم المشاركين والرعاة، وسط إشادة الحضور بالتنظيم المميز والأجواء التراثية التي جسدت عبق الماضي بروح الحاضر.