أوضح استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين الدكتور خالد النمر، أن تناول التمر يجب أن يكون بقدر محدد يراعي الحالة الصحية للفرد، مبينًا أن الإفراط في تناوله قد يضر أكثر مما ينفع رغم قيمته الغذائية العالية.
إقرأ ايضاً:بعد الفوز على "النصر".. "كونسيساو" يطالب نجوم "الاتحاد" بخطوة غير متوقعة!"رئيس الغذاء والدواء" يعلن عن مشروع ذكي يغيّر قواعد إدارة الأدوية في المملكة!
وأشار النمر إلى أن الشخص السليم يمكنه تناول ما يصل إلى ثماني تمرات يوميًا دون قلق، شريطة أن يراعي توازنه الغذائي العام وأن لا يتجاوز احتياجاته اليومية من السكريات.
وفي المقابل، أكد أن مريض السكري يجب أن يكتفي بثلاث تمرات فقط يوميًا، لأن التمر يحتوي على نسبة مرتفعة من السكريات التي قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستوى الجلوكوز بالدم.
وبيّن أن تحديد الكمية المسموح بها لمريض السكري يهدف إلى تمكينه من الاستفادة من فوائد التمر دون الإضرار باستقرار حالته الصحية أو تعطيل فعالية العلاج الدوائي.
وأوضح أن تناول التمر باعتدال يمكن أن يكون جزءًا من نظام غذائي صحي حتى لمرضى السكري، إذا ما تم تحت إشراف طبي يراعي طبيعة المرض ومستوى التحكم في السكر.
ولفت النمر إلى أن التمر غني بالألياف والمعادن والفيتامينات، لكنه في الوقت ذاته مصدر مركز للسكريات، ما يتطلب الحذر في استهلاكه خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة.
وأضاف أن الاعتقاد الشائع بأن التمر غذاء “آمن على الإطلاق” غير دقيق، لأن الإفراط فيه قد يؤدي إلى زيادة الوزن أو اضطراب مستويات السكر، خصوصًا عند تناوله مع أطعمة غنية بالكربوهيدرات.
وحذر من أن بعض المرضى يظنون أن ممارسة النشاط البدني تتيح لهم تناول كميات غير محدودة من التمر، مؤكدًا أن التوازن بين الغذاء والمجهود هو الأساس في الحفاظ على الصحة.
كما شدد على أهمية متابعة الطبيب بشكل دوري، خاصة لمن لديهم أمراض مزمنة كالقلب والسكري، لتحديث خطط التغذية والعلاج بما يتناسب مع حالتهم الراهنة.
وقال النمر إن التغذية الصحية لا تعني الحرمان، بل تعتمد على معرفة الحدود المناسبة لكل نوع من الطعام وكيفية دمجه ضمن نظام متوازن.
وأشار إلى أن كثيرين يجهلون أثر السكريات الطبيعية في التمر على الجسم، إذ تؤثر بشكل مشابه للسكريات الصناعية عند تجاوز الحد الآمن من الاستهلاك.
وأكد أن تناول التمر في الصباح أو قبل ممارسة الرياضة قد يكون مفيدًا كمصدر سريع للطاقة، لكن بشرط الالتزام بالكميات الموصى بها وعدم تجاوزها.
وأضاف أن إدخال التمر ضمن النظام الغذائي يجب أن يتم ضمن حساب السعرات اليومية، لضمان عدم تجاوز الحد المطلوب للجسم من السكريات والطاقة.
وبيّن أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو مقاومة الإنسولين عليهم توخي الحذر الشديد في استهلاك التمر حتى لو لم يكونوا مصابين بالسكري رسميًا.
كما دعا إلى الاهتمام بالتنوع الغذائي، موضحًا أن الاعتماد على نوع واحد من الأطعمة، مهما كانت فوائده، يخل بتوازن الجسم الغذائي على المدى الطويل.
وحث الدكتور النمر على نشر الوعي الصحي في المجتمع حول أساليب الأكل المتوازن وتجنب النصائح غير الموثوقة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الوقاية لا تعني الابتعاد الكامل عن الأطعمة المحببة، وإنما تناولها بوعي واعتدال مع الالتزام بالمراجعة الطبية الدورية.
وأشار إلى أن التفاخر بعدم مراجعة الطبيب ليس دليل قوة كما يعتقد البعض، بل مؤشر على الإهمال الصحي الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في المستقبل.