جمادى الأولى
"فلكية جدة" تكشف تفاصيل "توهج ليوناردو دافنشي".. سرّ الضوء الخافت على وجه القمر!
كتب بواسطة: افتكار غالب |

يترقب عشّاق السماء مساء اليوم الخميس مشهدًا فلكيًا بديعًا حين يتزيّن الأفق الغربي بظهور هلال شهر جمادى الأولى، الذي سيضيء صفحة السماء بعد غروب الشمس بلونٍ فضيٍّ خافت يمنح السماء طابعًا روحانيًا خاصًا.
إقرأ ايضاً:"وزارة الداخلية" تنفّذ حكماً حاسماً في "قضية صادمة".. والسبب يهزّ الرأي العام!"هيئة الغذاء والدواء" تطمئن النساء.. هذا ما تشعرين به عند إجراء فحص الثدي بالماموجرام

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة أن لحظة الاقتران المركزي، التي تُعد الانتقال الفعلي للقمر من جهة الغرب إلى جهة الشرق من الشمس، قد حدثت يوم الثلاثاء الماضي في الحادية عشرة وخمسٍ وعشرين دقيقة بتوقيت غرينتش، أي عند الثالثة وخمسٍ وعشرين دقيقة عصرًا بتوقيت مكة المكرمة.

وبيّن أبو زاهرة أن هذا الاقتران يمثل الإعلان الفلكي لبدء شهر قمري جديد، ومع ذلك فإن الرؤية البصرية للهلال لا تتحقق إلا بعد ساعاتٍ من هذه اللحظة، عندما يبتعد القمر تدريجيًا عن وهج الشمس ويبدأ في عكس ضوءها من وجهه المضيء.

وأشار إلى أن الهلال سيبدو الليلة أكثر وضوحًا مقارنة بالأمس، حيث سيبتعد أكثر عن وهج الشمس، ما يجعل مشاهدته ممكنة بسهولة بالعين المجردة، فيما ستبدو تفاصيله الدقيقة أكثر سحرًا عند مراقبته عبر منظارٍ ثنائي العدسة.

وأضاف أن القمر سيواصل ارتفاعه في الأفق الغربي يومًا بعد يوم، ومع اتساع الجزء المضيء منه سيزداد سطوعه تدريجيًا ليمنح السماء منظراً متغيرًا يعكس دورة الحياة القمرية بكل جمالها ودقتها الفلكية.

وأوضح أن هذه المرحلة تمثل فرصة نادرة لعشّاق التصوير الفلكي لتوثيق ما يُعرف بظاهرة “نور الأرض”، حين يظهر الجزء غير المضيء من القمر مضاءً بخفوتٍ ناعمٍ بفعل انعكاس ضوء الشمس من سطح الأرض.

ولفت إلى أن هذه الظاهرة، التي وصفها الفنان والعالم ليوناردو دافنشي في القرن السادس عشر، لا تزال تُعد واحدة من أجمل المشاهد الطبيعية التي تجمع بين العلم والجمال الفني في آنٍ واحد.

وأشار إلى أن توهج "نور الأرض" يكون في أبهى صوره خلال الليالي الأولى من الشهر القمري، حيث يكون القمر قريبًا من الشمس في السماء مما يزيد من حدة التباين بين جزئه المضيء والآخر الخافت.

وأضاف أبو زاهرة أن من يراقب القمر باستخدام منظار ثنائي العدسة سيتمكن من رصد تفاصيل دقيقة كالفوهات القمرية والتدرجات اللونية التي تميز سطحه، في تجربة فريدة تجمع بين التأمل والاكتشاف.

وبيّن أن السماء خلال هذه الفترة ستكون أكثر صفاءً من المعتاد، نظرًا لغياب القمر الساطع باكرًا، مما يتيح للمراقبين فرصة نادرة لمتابعة الأجرام السماوية البعيدة في ظروف إضاءة مثالية.

وأوضح أن هذا التوقيت يُعد من أفضل الفترات في العام لرصد المجرات والعناقيد النجمية التي تظهر في عمق السماء المظلمة، حيث تقل الإضاءة القمرية وتزداد وضوحًا الأجسام الفلكية الباهتة.

وأشار إلى أن منطقة شبه الجزيرة العربية عمومًا تتميز بصفاء أجوائها الجاف في مثل هذا الوقت من العام، ما يجعلها بيئة مثالية لمثل هذه المشاهد الفلكية التي تجذب المصورين والمهتمين بالعلوم الكونية.

وأكد أن الجمعية الفلكية بجدة تشجع دائمًا على ممارسة الرصد الفلكي كوسيلة لنشر الوعي العلمي وتعزيز الاهتمام بالظواهر الطبيعية التي تحيط بنا وتذكر الإنسان بعظمة الكون.

ولفت إلى أن مراقبة الهلال لا تحمل فقط بعدًا جماليًا، بل تمثل أيضًا وسيلة عملية لفهم حركة الأجرام السماوية ودقة الحسابات الفلكية التي تقوم عليها التقويمات القمرية.

وأشار إلى أن الجمعية ستقوم الليلة برصد جماعي للهلال باستخدام التلسكوبات الصغيرة، مع إتاحة الفرصة للجمهور لتجربة المشاهدة المباشرة والمشاركة في توثيق المشهد عبر العدسات.

وبيّن أن مثل هذه الفعاليات تعزز الوعي بأهمية العلم في تفسير الظواهر الطبيعية، وتربط بين المعارف الفلكية القديمة والمفاهيم الحديثة في دراسة الكون.

وختم أبو زاهرة بالقول إن جمال القمر لا يقتصر على صورته في السماء، بل يمتد إلى ما يرمز إليه من دورة الزمن وتجدّد الحياة، في مشهدٍ يجمع بين التأمل العلمي والإحساس الإنساني بالجمال.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار