أسعار الذهب العالمية
"الأسواق العالمية" تترقب.. سر التراجع الحاد في الذهب رغم المخاوف الاقتصادية
كتب بواسطة: عبدالرحمن الباشا |

تراجعت أسعار الذهب العالمية اليوم وسط حالة من التفاؤل الحذر بشأن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع المستثمرين إلى تقليص الطلب على المعدن النفيس الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات التوتر الاقتصادي.
إقرأ ايضاً:"نادي الاتحاد" في مرمى الانتقادات.. الغدير يفضح الثغرة الكبرى في صفقة المدرب البرتغالي"موسم الرياض" يفتح أبواب الفخامة.. حدث عالمي بمشاركة 50 دولة يشعل العاصمة في نوفمبر

وأشار متعاملون في الأسواق إلى أن الأسعار واصلت انخفاضها لتقترب من أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوعين، متأثرة بتزايد الثقة في احتمالات التوصل إلى اتفاق تجاري بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم.

وأوضح محللون أن هذا التراجع يأتي في وقت يتطلع فيه المستثمرون إلى قرارات مرتقبة من البنوك المركزية الكبرى، والتي قد تقدم إشارات حاسمة حول توجهات السياسة النقدية للفترة المقبلة.

وسجل الذهب في التعاملات الفورية نحو 3981.67 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 00:24 بتوقيت غرينتش، بعد أن فقد أكثر من ثلاثة في المئة خلال الجلسة السابقة، وهو الانخفاض الأكبر منذ منتصف الشهر الجاري.

ويعد هذا المستوى الأدنى للذهب منذ العاشر من أكتوبر، مما يعكس تراجع الطلب على الأصول الآمنة مع تحسن المزاج العام في الأسواق العالمية.

أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب لتسليم ديسمبر، فقد تراجعت بنسبة 0.6 في المئة لتصل إلى 3996.50 دولارًا للأوقية، في إشارة إلى استمرار الضغوط البيعية على المعدن الثمين.

ويرى خبراء الاقتصاد أن أي تطورات إيجابية في ملف التجارة بين واشنطن وبكين قد تدفع المستثمرين إلى توجيه أموالهم نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى مثل الأسهم، مما يقلل من جاذبية الذهب.

ويعتقد بعض المحللين أن هذا التراجع مؤقت، مشيرين إلى أن استمرار الغموض بشأن معدلات الفائدة الأمريكية قد يعيد الدعم للأسعار خلال الأسابيع المقبلة.

وفي المقابل، حذر آخرون من أن الأسواق ما زالت حساسة لأي إشارات سلبية قد تصدر من المفاوضات، ما يعني أن الذهب قد يشهد تقلبات حادة في المدى القصير.

وبالنسبة لبقية المعادن النفيسة، فقد انخفضت الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 0.3 في المئة لتسجل 46.74 دولارًا للأوقية، متأثرة بالاتجاه العام الهابط للمعادن.

كما تراجع البلاتين بنسبة 1.2 في المئة ليصل إلى 1571.85 دولارًا، في حين هبط البلاديوم بنحو 0.8 في المئة مسجلًا 1391.15 دولارًا للأوقية.

ويرى مراقبون أن ضعف الطلب الصناعي في بعض القطاعات قد أسهم في الضغط على أسعار هذه المعادن، خصوصًا مع تباطؤ النمو في الأسواق الآسيوية.

ورغم ذلك، لا تزال التوقعات متباينة بشأن مسار الأسعار، إذ يعتقد البعض أن انخفاض العوائد الحقيقية على السندات قد يحد من خسائر الذهب في المدى المتوسط.

وفي الوقت نفسه، يتابع المستثمرون عن كثب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خاصة بعد مؤشرات على إمكانية إبقاء معدلات الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول.

وتشير البيانات الأولية إلى أن المستثمرين بدأوا في تقليص مراكزهم في صناديق الذهب المتداولة بالبورصة، في خطوة تعكس تحولًا مؤقتًا في المزاج الاستثماري العالمي.

وأكد محللون أن أي تدهور في المفاوضات أو عودة التوترات الجيوسياسية قد يعيد الزخم للذهب بسرعة كبيرة، نظرًا لدوره التاريخي كملاذ آمن في أوقات الأزمات.

كما توقعوا أن تبقى الأسواق في حالة ترقب حتى صدور بيانات اقتصادية أمريكية جديدة قد تحدد الاتجاه العام للأسعار خلال ما تبقى من العام الجاري.

وفي ختام تعاملات اليوم، يترقب المستثمرون بحذر نتائج الاجتماعات المنتظرة للبنوك المركزية الكبرى، والتي ستحدد ملامح السياسة النقدية في ظل ضغوط التضخم العالمية المستمرة.

أحدث الأخبار
اخر الاخبار