شهدت فعاليات ملتقى الصحة العالمي 2025 توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين المديرية العامة للدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات الدفاع المدني والبحث والإنقاذ والخدمات الطبية أثناء الحوادث والكوارث.
إقرأ ايضاً:"طبي جدة" يوجه "تحذيراً صحياً".. التغذية العلاجية التي قد تغيّر مستقبلك الصحي!"ewpartners" تكشف عن صفقة ضخمة.. 80 مليون دولار لتوطين الصناعات ... إليكم التفاصيل!

وجاء توقيع المذكرة ليؤكد التوجه الوطني نحو بناء منظومة طوارئ متكاملة تجمع بين الجهود الميدانية والخدمات الطبية المتخصصة، بما ينعكس إيجابًا على سرعة الاستجابة وكفاءة الإنقاذ في المواقف الحرجة.

وتسعى الاتفاقية إلى توطيد العلاقة بين الجهتين عبر تبادل الخبرات والكوادر، خصوصًا في التعامل مع الكوارث الطبيعية وحوادث الطرق والحرائق، وهي مجالات تشهد تداخلًا مستمرًا بين مهام الدفاع المدني والهلال الأحمر.

وأكد الجانبان خلال المراسم أن التعاون بينهما ليس جديدًا، لكنه اليوم يأخذ طابعًا مؤسسيًا ومنظمًا يفتح الباب أمام مبادرات أكثر شمولًا في المستقبل القريب.

وتشمل المذكرة تطوير آليات تنسيق ميداني مشترك في مواقع الطوارئ، بحيث تعمل الفرق الطبية والإنقاذية بانسجام تام لتقليل زمن الاستجابة ورفع معدلات إنقاذ المصابين.

كما نصّت على الاستفادة من الكفاءات الطبية التابعة للهلال الأحمر في دعم عمليات البحث والإنقاذ التي ينفذها الدفاع المدني في المناطق الوعرة أو أثناء الكوارث الكبرى.

ويتضمن التعاون أيضًا تنفيذ برامج تدريبية مشتركة، تُركّز على تطوير مهارات التعامل مع الإصابات الجماعية، والإسعافات المتقدمة، وإدارة الأزمات الكبرى.

وفي إطار توسيع الشراكة، سيتم تبادل الاستشارات الفنية بين الطرفين، خصوصًا في مجالات التخطيط للطوارئ وتصميم أنظمة الإنذار المبكر.

ويُتوقع أن تُسهم المذكرة في رفع كفاءة العمل الميداني من خلال تبادل البيانات والمعلومات المحدثة أثناء الأزمات، ما يعزز دقة القرارات وسرعة تنفيذها.

كما تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بطرق الوقاية من المخاطر وكيفية التعامل مع المواقف الطارئة، عبر حملات توعوية مشتركة تُنظم في مختلف مناطق المملكة.

وأشار مسؤولو الجهتين إلى أن المذكرة تأتي انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تدعو إلى بناء مجتمع آمن وصحي يتمتع بأعلى معايير السلامة.

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من الجهود الوطنية لتقوية بنية الاستجابة للطوارئ في المملكة، خاصة مع تزايد التحديات البيئية والتقنية المرتبطة بالكوارث الحديثة.

وأكدت هيئة الهلال الأحمر أن التنسيق مع الدفاع المدني يعكس التزامها بتقديم خدمات طبية ميدانية سريعة وعالية الجودة لجميع الفئات المتضررة.

في المقابل، شدّد الدفاع المدني على أن التعاون مع الهلال الأحمر يعزز قدرته على إدارة الحوادث الكبرى بكفاءة، خصوصًا في المواقع التي تتطلب تدخّلًا طبيًا عاجلًا.

ومن المنتظر أن تبدأ الجهات المعنية قريبًا في تنفيذ بنود المذكرة عبر لجان عمل مشتركة تشرف على المتابعة والتقييم الدوري لنتائج التعاون.

كما سيتم ربط أنظمة الاتصالات بين الجهتين لضمان انسيابية المعلومات أثناء الحالات الطارئة، وهو ما سيُحدث نقلة نوعية في سرعة التنسيق الميداني.

ويُعد توقيع هذه المذكرة خطوة استراتيجية نحو بناء نموذج وطني متكامل في إدارة الأزمات، يجمع بين الجاهزية التقنية والاحترافية الإنسانية في التعامل مع الطوارئ.

بهذا التعاون، تواصل المملكة تعزيز قدراتها الوقائية والاستجابية بما يضمن حماية الأرواح والممتلكات، ويعكس التزامها الدائم بتطوير منظومتها الإنسانية والأمنية.