أطلق المركز الوطني لكفاءة وترشيد المياه «مائي» حملة توعوية جديدة تحمل اسم «المستهلك الخفي»، تهدف إلى كشف الهدر المائي غير المرئي داخل المباني والمنازل، في خطوة تعكس التزام المركز برفع كفاءة استخدام المياه وحماية الموارد الوطنية.
إقرأ ايضاً:"تجمع الرياض الصحي الثالث" يحذر من أعراض خفية للرئة.. هذه العلامات التي لا يجب تجاهلها!"المنتخب السعودي تحت 16 عامًا" يُحقق فوزًا دراميًا.. تعرف على اللحظات التي حسمت التأهل!
تسعى الحملة إلى تسليط الضوء على ظاهرة التسربات الخفية التي تُعد أحد أبرز أسباب ارتفاع فواتير المياه، حيث تشير دراسات «مائي» إلى أن جزءًا كبيرًا من الفاقد المائي يحدث دون أن يلاحظه المستخدم.
وتؤكد الحملة على أهمية الفحص الدوري لأنظمة المياه المنزلية، باعتباره وسيلة فعالة للوقاية من الأعطال المكلفة التي قد تسببها التسربات المستمرة داخل الجدران أو تحت الأرضيات.
ويحث المركز من خلال الحملة جميع المستهلكين على اتخاذ خطوات استباقية في التعامل مع المياه، عبر مراقبة مؤشرات الاستخدام وعدم إهمال أي علامات تشير إلى وجود تسرب مهما كان بسيطًا.
ويشير الخبراء في «مائي» إلى أن تأجيل إصلاح التسربات الصغيرة قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة على المدى البعيد، فضلًا عن الأضرار الإنشائية التي قد تصيب المباني نتيجة تراكم الرطوبة في الجدران والأساسات.
ويُبرز المركز أن مفهوم «المستهلك الخفي» لا يقتصر على الفرد، بل يشمل كذلك المؤسسات والمرافق العامة التي يمكن أن تحقق وفورات مائية كبيرة من خلال تبني أساليب الترشيد الذكي.
وفي هذا السياق، أطلق المركز تطبيقًا رقميًا يحمل اسم «كشف»، يتيح للمستخدمين فحص التسربات عبر مقدّمي خدمات معتمدين من «مائي»، مع ضمان جودة الخدمة ودقة نتائجها.
ويعمل التطبيق على ربط المستفيد مباشرة بالفرق الفنية المختصة، التي تقوم بإجراء كشف شامل على شبكة المياه وإصدار تقرير فني مفصل بنتائج الفحص والإصلاحات المطلوبة.
كما يوفّر التطبيق نظام متابعة آلي يسمح للمستخدم بتقييم الخدمة المقدمة، بما يضمن الشفافية ورفع مستوى الثقة بين المركز والمستفيدين.
ويؤكد «مائي» أن التقنية باتت ركيزة أساسية في تحقيق أهداف الترشيد، إذ تتيح أدوات المراقبة الذكية والتطبيقات الحديثة تحسين إدارة الاستهلاك المائي في الوقت الفعلي.
وتنسجم حملة «المستهلك الخفي» مع مبادرات رؤية المملكة 2030 التي تولي الاستدامة البيئية أولوية استراتيجية، وتستهدف تعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية.
كما تسعى الحملة إلى إشراك المجتمع في جهود الحفاظ على المياه، عبر بناء وعي جماعي يدرك قيمة كل قطرة ويترجمها إلى سلوك مستدام.
ويعتمد المركز في خططه التوعوية على مبدأ «المستهلك الشريك»، أي أن كل فرد يمكن أن يسهم بدور ملموس في تقليل الهدر وتحسين الكفاءة المائية داخل منزله أو منشأته.
ومن المقرر أن تشمل الحملة فعاليات ميدانية وتفاعلية في عدد من المدن، إلى جانب مواد رقمية توعوية تبث عبر منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز الوصول إلى جميع الفئات.
كما سيتضمن البرنامج ورش عمل بالتعاون مع جهات حكومية وخاصة لتدريب الكوادر الفنية على أساليب الكشف المبكر عن التسربات واستخدام التقنيات الحديثة في الفحص والصيانة.
ويأمل «مائي» أن تسهم الحملة في رفع نسبة الالتزام بإجراء الفحوصات الدورية لأنظمة المياه المنزلية، بما يحقق أهداف المركز في خفض معدلات الفاقد الوطني.
ويؤكد القائمون على الحملة أن الحفاظ على المياه مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا مستمرًا وتعاونًا من جميع الأطراف، بدءًا من الأفراد وصولًا إلى المؤسسات الكبرى.
وبهذا تضع حملة «المستهلك الخفي» لبنة جديدة في مسيرة المملكة نحو مستقبل مائي مستدام، عنوانه الكفاءة والمسؤولية، ورسالته أن كل قطرة تُحسب.