نجحت فرق البحث والإنقاذ التابعة لحرس الحدود في مركز القحمة بمنطقة عسير في تنفيذ مهمة إنقاذ عاجلة لمواطن تعطلت واسطته البحرية أثناء إبحاره في عرض البحر، حيث تحركت الفرق فور تلقي البلاغ وتمكنت من الوصول إليه بسرعة عالية رغم الظروف البحرية الصعبة.
إقرأ ايضاً:"المنتخب السعودي" يكتب سيناريو مجنونًا في نهائي غرب آسيا.. الجمهور لم يصدق النهاية!"أمانة الرياض" تكشف عن مشروع "الرقابة الذكية".. خطوة قد تغيّر مفهوم الأمان
وجاء التدخل الميداني ليؤكد الجاهزية العالية لعناصر حرس الحدود وقدرتهم على التعامل مع الحوادث البحرية بكفاءة واحترافية، إذ تم تقديم الدعم اللازم للمواطن المتعطل وتأمين عودته إلى الشاطئ بسلام بعد التأكد من حالته الصحية واستقرار وضعه.
وأوضحت المديرية العامة لحرس الحدود أن سرعة الاستجابة في مثل هذه الحالات تأتي ضمن منظومة متكاملة من خطط الطوارئ والتنسيق الميداني التي تهدف إلى حماية الأرواح والحفاظ على سلامة مرتادي البحر في مختلف مناطق المملكة.
كما شددت المديرية على أهمية الالتزام التام بإرشادات وتعليمات السلامة البحرية التي يتم نشرها بشكل دوري، خاصة في ظل تزايد الأنشطة البحرية مع موسم الإجازات الصيفية وارتفاع الإقبال على الرحلات البحرية في السواحل الجنوبية والغربية.
وأكدت أن من أبرز أسباب الحوادث البحرية هو الإهمال في فحص جاهزية الوسائط قبل الإبحار، سواء من حيث الوقود أو أجهزة الملاحة أو معدات الطوارئ، مما يعرض حياة الركاب للخطر في حال وقوع أي عطل مفاجئ.
وأضافت أن على جميع مستخدمي القوارب والهواة التأكد من توافر أدوات السلامة مثل أطواق النجاة ومعدات الإشارة اللاسلكية ووسائل الاتصال الحديثة قبل الخروج إلى البحر، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات البسيطة قد تنقذ الأرواح عند الطوارئ.
وبيّنت أن مركز القحمة يُعد من النقاط الحيوية في منظومة الإنقاذ البحري، حيث يغطي نطاقًا واسعًا من المياه الإقليمية ويعمل على مدار الساعة بفرق مجهزة ومتابعة ميدانية دقيقة لأي بلاغ يرد من المواطنين أو الصيادين.
وتابعت أن فرق البحث والإنقاذ في المنطقة تعتمد على تقنيات متطورة تشمل أنظمة تحديد المواقع والرصد عبر الأقمار الصناعية، ما يسهم في تقليص زمن الاستجابة وتحديد موقع الاستغاثة بدقة كبيرة.
وأشارت المديرية إلى أن التعاون المستمر بين حرس الحدود وهيئة الأرصاد والجهات البحرية الأخرى يعزز من فاعلية التدخل السريع، خصوصًا عند التقلبات الجوية التي قد تشكل خطرًا على الوسائط الصغيرة.
كما وجهت نصائح عامة لهواة الصيد والنزهات البحرية بضرورة الاطلاع على أحوال الطقس قبل الإبحار، وتجنب الخروج في الأوقات التي تشهد رياحًا قوية أو ارتفاعًا في الأمواج حفاظًا على سلامتهم.
وأكدت أن فرق الإنقاذ تتعامل سنويًا مع عشرات الحالات المشابهة التي تنجم عن أعطال فنية أو سوء تقدير من قائدي الوسائط، مشددة على أن الالتزام بإجراءات السلامة يحد من هذه الحوادث بنسبة كبيرة.
وأوضحت أن وجود خطوط اتصال طارئة فعّالة يسهم في إنقاذ الأرواح خلال دقائق، داعية المواطنين والمقيمين إلى عدم التردد في التواصل عند الحاجة عبر الأرقام المخصصة.
وبيّنت أن الرقم (911) مخصص للمناطق الرئيسة مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية، في حين يمكن لبقية المناطق الاتصال على الرقم (994) لطلب المساعدة الفورية من أقرب وحدة حرس حدود.
وأكدت أن هذه الأرقام تعمل على مدار الساعة وتدار بواسطة كوادر مدرّبة للتعامل مع مختلف أنواع البلاغات البحرية والبرية بسرعة ودقة عالية لضمان الاستجابة المثلى.
وفي الوقت ذاته، دعت المديرية العامة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بمفهوم السلامة البحرية، مشيرة إلى أن حماية الأرواح مسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والمواطنين.
وأضافت أن حرس الحدود يواصل تنظيم حملات توعوية في الموانئ والواجهات البحرية لتعريف الزوار بالإجراءات الصحيحة قبل الإبحار، ضمن جهود وطنية شاملة لدعم ثقافة الوقاية والسلامة.
وتأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على تطوير منظومة الأمن والسلامة في جميع القطاعات، ومنها القطاع البحري الذي يشهد توسعًا كبيرًا في الأنشطة السياحية والاقتصادية.
واختتمت المديرية بالتأكيد على أن الاستعداد الدائم والتقيد بتعليمات السلامة هما الركيزة الأساسية للحفاظ على الأرواح والممتلكات، مشيدة بدور المواطنين المتعاونين الذين يسهمون في الإبلاغ السريع عن أي طارئ بحري.